بعد أن لوح موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بفرض الرقابة وحجب بعض التغريدات سادت موجة من ردود الأفعال العكسية كنتيجة طبيعية لرفض مبدأالمنع خاصة وأنه يتم في لحظة تاريخية تقاطعت فيهاالأعراف العالمية على ضرورة مناهضة كل فكرة تروم تجفيف منابع حرية الكلمة وتحسير آفاقها.
الحرية من آكد الحقوق الآدمية وهي المطلب الجوهري الذي يتلاقى عليه بنوالإنسان ولذا فمن الطبيعي ألا يستساغ مثل هذاالقرارالذي لايورث سوى مصادرة الحرية وقمع الحيوية ورفض المتعدد الذي رغم انطوائه على قدرمن المآخذ إلا أنه وحده الذي يمنح الحركة التدافعية ويعلي سوية التداول. إنها كارثة أن يضيق «تويتر» ذرعا ببضع كلمات,ومتى؟!في الألفية الثالثة التي دلف فيهاالعالم أجواء المدنية العصرية وتجاوز بالتالي خيارالمنع إلى ااستراتيجية الممانعة بوصفها النظيرالعكسي الذي تفرضه إملاءات السياق الزمكاني المتعين,وتأبى حيثيات الواقع وتفاعلاته المتشعبة تجسيد ضده في هذا الجزءالمفصلي من حركة التاريخ.
لا تؤدي الكلمة دورهاالوظيفي ولاتتعدى فعاليتهاالبنائية إذالم تتنفس الحرية وتتسنم عبيرها,وبطبيعة الحال فالساحة التويترية تعج بالغث والسمين وتكتظ بالأشياء وأضدادها, ولكن ليس الحل هوفرض الوصاية – مع أن ذلك غيرممكن حيث الخيارات تعزعلى الحصر! - وإعلاء مستوى الرقابة ومحاصرة الكلمة وإلجاؤها إلى أضيق الطرق فهذا ليس حلا بقدرماهو مصادرة لإنسانية الإنسان.
ومحصول القول: هوأن الفكر يحارب بالفكر لايحارب بالقوة, وهذا هو ماتقتضيه الاشتراطات المادية لهذه الحقبة الزمنية التي تملي سياقاتها ضرورة تجاوزفكرة القوة إلى قوة الفكرة بوصفها الخيارالأعلى تأثيرا والأعمق نجاعة كما تؤكد ذلك قوانين التغيير, وتُبَشربه معطيات الخبرة البشرية المستفيضة التي تقررأن للفكر كلمته العليا وخصوصا عندما يجري طرحه بآلية متماسة وبقالب مفعم بالجاذبية والاستقطاب.
Abdalla_2015@hotmail.com
بريدة