كل جنادرية ونحن ووطننا الغالي بألف خير، وعمر المهرجان الوطني للتراث والثقافة يقترب من إتمامه عمر جيل بحسب السنين؛ فبعد عامين بإذن الله تعالى ستكون دورته الثلاثين، وبالرغم مما يثار من ضجة حول بعض الفعاليات ومدى مشروعية تقديمها من عدمه، إلى جانب بعض الآمال المعلقة بنقل هذا الحدث إلى العالمية كما هو الحال في بعض الدول الأخرى التي سنّت لنفسها عدداً من المهرجانات السنوية التي بدورها تظهر في صورة أفضل عاماً تلو الآخر، تأتي الفعاليات النسائية للجنادرية (27) بالرغم من كل هذا متميزة بتنوعها ثقافياً وتراثياً لتعكس حجم الجهد المبذول في التخطيط والتنفيذ الذي تقف خلفه مجموعة مخلصة من عضوات اللجنة النسائية، فعلى الموقع الإلكتروني للمهرجان تم تقديم تعريف مسبق مفصل زمانياً ومكانياً عن كافة ما سيتم تقديمه لهذا العام من أنشطة نسائية تقوم على مناطق المملكة الغنية بموروثها البصري من حرف نسائية بلمسات إبداعية أصيلة، خلال أركان وورش عمل تخدم كافة الفئات العمرية من الزائرات، كما تم مزج الماضي بالحاضر من خلال عروض الأزياء التراثية في تصاميم معاصرة، إلى جانب تفعيل دور المسرح والمنتدى الأدبي، كذلك تنشيط الثقافة البصرية من خلال التصوير الضوئي وعروض الفلكلور الأدائية المتنوعة، هذه الصورة المشجعة لما تقدمه بنات الوطن في محفله هذا من جهود وقدرات متميزة في انتقاء وتفعيل المهم فالأهم مع تجاوز الروتين الذي أخذ حقه في الدورات السابقة، نشكر الأخوات القائمات عليها تحت رئاسة د.موضي البقمي، وأتمنى أن أرى الجنادرية يوماً ما وقد أصبحت حدثاً دولياً يستقطب السياح والمهتمين بثقافات الشعوب من كافة أنحاء العالم، وأن تتجاوز مرحلتها الحالية نحو تفعيل الهوية المحلية من خلال التراث بشكل أكثر عمقاً من خلال فعاليات معاصرة.
Hanan.hazza@yahoo.com