روّعَتْني الحَياةُ والعُمْرُ شاحِبْ
وشُموسي تدافَعَتْ لِلْمَغارِبْ
وخَريفي، ويا شُحوبُ خريفي
لمْ يَعُدْ فيهِ مَسْرحٌ لِلْكواعِبْ
ثَقُلتْ خَطْوتي وزادَ أنيني
ودَهَتْني السُّنونُ مَتْناً وغارِبْ
ينْزِفُ القلبُ إنْ ذكرتُ شبابي
وفِتائِي وما أُحَيْلاهُ صاحِبْ
كُنتُ أغْدو مع الرِّفاقِ فَتِيّاً
أرْتَقي الوعْرَ لا أُبالي المَصاعِبْ
فَخَبَتْ قُوّتي وغادرَ صَحْبي
وافْتَقَدْتُ الهنا وعُفْتُ المطالِبْ
أينَ تلكَ النّجومُ رَصَّعِتِ القلبَ
بِفَيْضٍ مِنْ ودِّها والرّغائِبْ؟
أينَ تِلْكَ الأزْهارُ تَرْقُبُني زهْواً
وأينَ الغُيومُ أينَ السّحائِبْ؟
أينَ أينَ الشّبابُ ولَّى سريعاً؟
كوميضِ البُروقِ والّليلُ شاحِبْ
وتَداعَتْ أيّامُنا والّليالي
وأتانا الخريفُ، بِئْسَ المُصاحِبْ
يا إلَهي وأنتَ خيرَ مُعينٍ
اعْفُ عمّا جنيتُه مِنْ مَثالِبْ