الأستاذ الدكتور عبدالله صالح بابعير علم شامخ في سماء العربية؛ إذ زويت له من علومها ومعارفها ما جعله أستاذًا قديرًا تخرّج على يديه أجيال من طلاب العربية في جامعة حضرموت، وكتب عددًا من البحوث والكتب العلمية المهمة في علوم العربية أصواتًا وصرفًا ونحوًا ودلالة، ومن أواخر كتبه ما أتحفني به مشكورًا وهو (انحراف اللهجات العامية الحديثة عن العربية
...>>>...
لئن كانت عصمةُ النفس جوهراً في وعي الإنسان فإنّ الإتقاء والتَّقِيّة أصلٌ جُبِلَ الإنسان عليه في محلّ العقل والقول والفعل، وأيّما وسيلة يتّخذها الإنسان تقاءً لمخاطر تُحيط به فإنّها خدمة للغاية العُظمى: (عصمة النفس)؛ وهي الباقية معه ما بقيَ حيّاً واعياً، فلا يفرّط بها من تلقاء نفسه إلاّ بوعي صادقٍ منه أو بوعيٍّ ضليل. وكلّما زادَ الإنسانُ علماً ومعرفةً وصناعةً فإنّ الإتّقاء من المتقادم
...>>>...
كثير منا قابل -بكل تأكيد- في حياته عينات، ممن يقولون ما لا يعنون، ويصرفون الكلم على غير ما يفهمه الآخرون، بل ربما يكون آخر اهتماماتهم أن يفهم غيرهم مقصدهم، أو كنه ما يتحدثون عنه، أو صحة ما يعدون به.
مضت سنون ونحن نسخر من مقولات «راجعنا بكرة»، كناية عن اللازمة التي حفظها الموظفون في كثير من القطاعات، وهم يحاولون إبعاد أصحاب الحاجات عن مكاتبهم،
...>>>...
في كتابه «اللا منتمي» 1956 قرأ كولن ولسون فكرة الإبداع، على أنها، إما نتاج بحث عن الذات يترسخ في الكتابة، من خلال الأفكار الجديدة والقدرة على التعبير عنها. أو أنها خواء روحي دفع صاحبه بنفس تواقة للحرية إلى الانسلاخ عن الواقع الذي يؤسس قيم المجتمع والركض وراء فضاءات روحية أشمل وأوسع (اعتبر بعض النقاد وقراء هذا الكتاب أنه محاولة لنقد الدين السائد ودعوة للتفلت من سياجه إلى فضاء الحرية
...>>>...
«لقد وُلد القرّاءُ أحراراً ولا بدّ لهم أن يبقوا كذلك»...... نابوكوف
* كانتِ الجملة السحرية «افتح يا سمسم»، مفتاحَ السعادة لـ»علي بابا»، الذي فاز بالكنزِ، وبخاصةٍ أنّه تمكّن من الاحتفاظ بكلمةِ السرّ للدخول والخروج آمناً بعكس جاره - أو في روايةٍ أخرى أخيه - القاسم، الذي دخل المغارة وبسبب نسيانه لكلمة الخروج، كانت النتيجة موته وتقطيع يديه ورمي جثته أمام صخرة الدخول!
قدمت منظمة مهتمة بالشأن الفلسطيني فيلماً وثائقياً تم إنتاجه قبل عام ونصف العام حول الكتب والمكتبات الفلسطينية التي سرقت منذ عام 1948م، وكان عنوانه «Great Book Robbery»، الذي يمكن ترجمته بـ «السطو الكبير على الكتب»، قدمه المخرج وكان حاضراً لعرض هذا الفيلم الذي تنقل فيه وعرضه في جامعات مختلفة حول أمريكا وخارجها. تحدث هذا الفيلم الوثائقي عن قصة الثقافة الدقيقة التي أخبرنا المخرج بعدها بأنها
...>>>...
تعترف الثقافة العربية (عبر مؤسسة اللغة) بالجنون كوجود يحتل أو يشغل حيزًا من الإدراك.
إذ إن منح الشيء اسمًا (= الجنون) وتسمية المصاب به (= مجنونًا) هو إدراك له، واعتراف بهوية مستقلة، تستدعي الإعلان عن وجوده بالتسمية، غير أن تسمية الشيء هي في الحقيقة ترميز له، كما أسلفنا! إذا ما تتبعنا هذا الوضع اللغوي لنستمد منه استقبال اللغة للجنون وللمصاب به؛ فإننا نقف على حقل
...>>>...
تحتل ثيمات القصص المتعلقة بالفقراء، من جهة فقرهم تحديداً، مساحة غالبة على القصة السعودية في الفترة التي عاصرها محمد عالم الأفغاني، وهي مع صفة الشباب مساحة بارزة فيها وفي قصص الأفغاني. وإذا استثنينا الأفغاني فإن هاتين الصفتين: الفقر والشباب في الشخصية القصصية، يضافان إلى صفة الأنوثة، للهيمنة على مساحة القصص عند غيره (كما سنرى في كتاب المنهل
...>>>...
وإن كان يكتبُ شعراً عربياً متفوّقاً منذ أكثر من خمسين عاماً، وإن كان نتاجُ تجربته العميقة متفرِّعاً ستة عشر ديواناً، أولها (على دروب الخريف) الصادر عام 1962، وآخرها (قصائد باريس) الصادر عام 2010، وقد تم جمعها أخيراً في (الأعمال الشعرية)، صدرت عن دار الفارابي ببيروت في أربعة مجلدات من الحجم الكبير.. فما الغريب في ذلك؟
حصْر الاستدلال على العقلي في الآن الذي يجري فيه إحالة الخبر إلى السمعي وتخصيصه به يقود إلى حتمية مفادها: أن المعقول أصل للمنقول، وهذا مبدأ جوهري يجري تداوله فلسفيا باعتبار أن العقل هو الدال على صوابية السمع وأن العقل يتموضع كوسيط لحصول المعرفة بالنقل؛ من هذا المنطلق قرر الفلاسفة الحكم بضرورة أولوية العقل إبان ورود ما يشي بأدنى مرتبة من التعارض
...>>>...
هناك أشياء كثيرة تحدث وحدثت في هذا الصندوق الصاعد النازل في البنايات كالحظ في الحياة!
وخلال إجازتي الصيفية الطويلة كل عام، في البلد الذي أحبه لبنان، حدث في أحد الأيام في مصعد البناية التي أسكن فيها في الدور الخامس بإحدى البلدات اللبنانية الجميلة ما لم يكن في الحسبان. فلم يكن هناك جريمة! أو حالة رومنسية! ولكنها مشكلة صغيرة، كشفت عن أخطاء كثيرة لحكومة فاشلة لشعب ناجح في هذا البلد الصغير
...>>>...