فتنَ الصبَّ غزالٌ (بِسَلا)

مغرِبيُّ الحُسنِ شرقيُّ الحَلى

رقّ فيهِ الحسنُ حتى خِلْتهُ

حرفَ نورٍ في كتابٍ نَزلا

شفّ والتفّ وغنى وانثنى؛

فانحنى غصنُ الأغاني خَجَلا

ودَنا والغيمُ يهمي؛ فهمى

فتجلّى النورُ، والغيمُ انجلى

إن بَدَا -عِشقاً- بَدَونا طربًا

كلّما قال هَلا، قلنا: هَلا

خَفِفْ الحُسنَ فإنّا بشرٌ

بين بُرْدَينا فؤادٌ مُبتلى

* * *

أيُّها السائلُ عن قتلِ الظّبا

بسهامِ سلّها من قَتَلا

إن تصدّيتَ لحُكْمٍ في الهوى

فَسَلِ القاتلَ، لا من قُتِلا!

أسَرَ الظبيَ خبيرٌ بالهوى

حاكمٌ، لكنّهُ ما عَدَلا

ثم فرُّ الظبيُّ؛ والمكرُ بهِ

ما بهِ خوفٌ، ولا ضعفٌ، ولا

إنمّا للعشقِ صولاتٌ؛ فجُدْ

إن نأى العشقُ، وعُدْ إن أقبلا

و اقضِ بالعدلِ؛ فإنّا بشرٌ

بين بُردينا فؤادٌ مُبتلى

* * *

يا (سلا) إنّا فُتنَا ها هُنا

ما على المفتونِ لومٌ يا (سَلا)

كيف لا يهوى وقد ذوبّهُ

من بعينيهِ يُذيبُ الجَبَلا؟

فتنةُ الأرضِ لها فتنتُهُ

عسليُّ العينِ يهمي عَسَلا

ناعسُ الجِفنِ؛ وما نومٌ بهِ

أكحلٌ، لكنّهُ ما اكتحلا

وشبيهُ البدرِ؛ من طلعتهِ

غارَ طلاّعُ الثنايا ابنُ جَلا

يا جَليَّ الحُسنِ إنّا بشرٌ

بين بُردينا فؤادٌ مُبتلى

* * *

ما نفى حُبّاً ولا أثبتَهُ

نفيُهُ كلاّ، و(كَلاّهُ) بَلى

كُلّما قلنا له: أحببتنا؟

قال: هيهاتَ، ولكنّي على

عهدِكُم باقٍ، وبي شوقٌ إلى

وصلِكُم، لكنّ ما بي عَجَلا!

فإذا سِرنا إلى غايتنا

ضمّنا، ثمّ بكى واستمهلا!

عجَبًا؛ يبكي على الصّبِ؛ وقد

جَرحَ الحبَّ، وأدمى الغَزَلا!

يا صَفيَّ الصدِّ إنّا بشرٌ

بين بُرْدَينا فؤادٌ مُبتلى

* * *

ما خَلا اللهُ عَبَدْنَا، ولنا

خافقٌ مُذ أنتَ فارقتَ خَلا

للفَلا والصيدِ يا ظبيَ (سَلا)

إنْ تَعُد عُدنا، وإنْ غِبتَ؛ فلا