(الخلاص):
دائرةٌ تُغلقُ مِنْ حولِكَ
والحوْلُ يدورْ..
والعمرُ يحضُّ على التجربةِ، بكلِّ مداها وصداها
والحظُّ كظهركَ مكسورْ..
فاغلق أبوابكَ،
واهجر أصحابكَ،
واخلص لخلاصكَ تتخلّص من قول الزورْ.
فالأرضُ، كمثل اليوم تدورْ
والأرضُ قبورْ
والفرصةُ سَنحتْ مرّاتٍ، لحياتكَ في ألف حياةٍ
تنتظرُ النورْ..
هل ثمة منتظرٌ أبداً، يجتازُ السورْ؟
(الدمعة):
فلتهربْ..
لا شيءَ ستفقدُ غيرَ الماءِ وغيرَ الملح
إذاً فاهربْ
لا أحد يحنُّ إليكَ سوى عينيك..
فاكتب ما شئتَ من الكلماتْ
ارسم أسماءَ أحبتكَ، الأحياء كذلك والأمواتْ
وارجع من حيثُ أتيتْ
ستلاقي أنَّ الدمعةَ أوّلُ من يستقبل وجهكَ،
إثْرَ الصفعةِ والخذلان، الظاهر من حسرتكَ عليكْ
تنسلُّ كلصٍّ من جفنيكْ
وتقبّلكَ على خدّيكْ..!
(الأماني):
كانت تتكاثرُ حولَ الكأس
وأنتَ تغصُّ.. ولا تشربْ
كانت تتباعدُ عنكَ وفيكَ، لأنكَ مقتربٌ منها
لكنكَ لم تكن الأقربْ
ستغرّبُ حيثُ تغيبُ الشمسُ
وتطلبُ ليلاً، لا يتكرَّرُ فيه الأمسُ
لأنكَ تعرفُ أنَّ الصبحَ حزينْ
فصباحُ الخير، على أحزانكَ.. تعرفها
وستعرفُ أنكَ كنتَ تخافُ الحزنَ، وأنتَ حزينْ
وستعرفُ أنكَ كنتَ حزيناً منذ سنينْ..
فصباحُ الخير وأنتَ حزينْ.
(الذكرى):
أن تسمع صوتاً، ليس كصوتكَ
وترى وجهاً، ليس كوجهكَ
وإذا تنظرُ في مرآتكَ..
سترى أنكَ سرتَ طويلاً، من قدميكَ إلى كفيكَ
ولم تسألْ: من أينَ أعودُ إلى نفسي..؟
فيعودُ قرارُكَ بجوابٍ:
من أينَ تعودُ النفسُ إليكْ!
وكأنكَ صرتَ بلا نفسٍ، تحتاج لبعضكَ أن يبقى
يحتاج لبعضٍ كانَ لديكْ..
* صياغة عكسية لقصيدة (حركات الفصول) المنشورة عام 1998
ffnff69@hotmail.com
- الرياض