| |
فيما يحاول البيت الأبيض احتواء ضجة كتاب بوب وودورد باول في كتابه الجديد: حذرت بوش من التورط في العراق
|
|
* واشنطن - الوكالات: في الوقت الذي يسعى فيه البيت الأبيض جاهداً لاحتواء الأضرار الناجمة عن كتاب الصحفي الأمريكي اللامع بوب وودورد الذي يناقض رؤية بوش المتفائلة بشأن الحرب على العراق وآثارها, كشفت سيرة ذاتية لوزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول تظهر قريباً تحذيره للرئيس جورج بوش خلال لقائهما الأخير في كانون الثاني - يناير 2005 من آفاق التورط ضد التمرد في العراق. وفي مقتطفات من الكتاب نشرتها صحيفة (واشنطن بوست)، قال الصحافي كارين ديونغ إن كولن باول قال لبوش خلال هذه المقابلة إن تنظيم انتخابات وتشجيع الديموقراطية في هذا البلد يُخشى أن لا يخففا من وهج القتال في العراق. وأضاف أن باول الذي كان وزيراً للخارجية في ولاية بوش الأولى من 2001 إلى 2005 حذر الرئيس الأمريكي أيضاً من خطر أن تؤثر الخلافات بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع القوية على الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في العالم خصوصاً في مسائل مثل الملف النووي الكوري الشمالي والنزاع العربي الإسرائيلي. وأوضح أن باول الذي طلب منه البيت الأبيض في تلك الفترة ومنذ عدة أسابيع ترك منصبه لتحل محله كوندوليزا رايس، اعتبر أن جورج بوش ظل متصلباً حيال الملاحظات التي أوردها له سابقاً.. ووصف اللقاء بأنه كان (غريباً جداً). ويشير الكتاب إلى أن باول وبالرغم من أنه أقر علناً العملية العسكرية في العراق بعد اعتداءات 11 أيلول - سبتمبر 2001 ، كان يواجه منذ أيامه الأولى في وزارة الخارجية بالعناصر النافذة في الإدارة الأمريكية مثل نائب الرئيس ديك تشيني. ويُضاف الكتاب الذي يحمل عنوان (جندي: حياة كولن باول) الذي سيصدر في العاشر من تشرين الأول - أكتوبر في الولايات المتحدة، إلى عدد من الكتب الجديدة التي تنتقد السياسة التي تنتهجها إدارة بوش وطريقة تعاطيها مع الأزمة العراقية التي يطلق البيت الأبيض حالياً حملة لمحاصرة الأضرار ضد أبرزها وهو الكتاب الذي قام بتأليفه بوب وودورد الصحفي الشهير الذي أسهم في الكشف عن فضيحة ووترجيت في سبعينيات القرن الماضي. وعندما نشرت مقتطفات من (حالة إنكار) الأسبوع الماضي عبر شبكة تليفزيون سي.بي.إس سارع البيت الأبيض بإدانة الكتاب بوصفه (غزل البنات) (نوع من الحلوى شبيهة بالقطن المندوف) الذي يذوب بمجرد ملامسته ثم أطلق البيت الأبيض حملة قوية لتفنيد ما ورد في الكتاب. وفي مطلع الأسبوع الحالي أذاع البيت الأبيض وعينه على انتخابات الكونجرس التي تجري في السابع من تشرين الثاني - نوفمبر وثيقة تحت عنوان: خمس خرافات أساسية في كتاب بوب وودورد تحدى فيها المؤلف الذي كشف كيف أن الرئيس الأمريكي جورج بوش تعمَّد تضليل الرأي العام الأمريكي بشأن الحرب في العراق. ويناقض الكتاب رؤية بوش المتفائلة بشأن الحرب من خلال سلسلة من التقارير الاستخبارية الخطيرة وقسم كبير منها سري والتي حصل عليها وودورد عن طريق مصادره داخل وخارج الحكومة. ففي شهر أيار - مايو على سبيل المثال أعلن بوش أن (الحرية اكتسبت موطئ قدم قوي في الشرق الأوسط) من خلال العراق وأن قوى الإرهاب بدأت مسيرة التراجع الطويلة.. لكن في نفس الوقت حذَّر كبير القادة العسكريين الأمريكيين وهو رئيس الأركان - البيت الأبيض من أن عام 2007 سيشهد استمرار وربما تزايد مستوى العنف وحتى العام التالي له وذلك بحسب كتاب وودورد. وقال وودورد إن وثيقة 24 أيار - مايو أوردت أن أكثر من 100 شخص يموتون كل يوم في هجمات ضد المدنيين والقوات التي تقودها الولايات المتحدة والقوات العراقية. وكتب وودورد في مقتطفات نُشرت الأحد في صحيفة واشنطن بوست التي يكتب لها منذ ما يربو على 30 عاماً إن ثمة هوة واسعة بين ما يعرفه البيت الأبيض والبنتاجون عن الوضع في العراق وما يقولانه علانية.
|
|
|
| |
|