| |
أضواء ذبح الفلسطينيين بأيديهم جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
وكأن الفلسطينيين لم يعد عندهم هم ولا مشكلة ليزيدوا همومهم ومشاكلهم ويحتكموا إلى الرصاص لحل خلافاتهم. فبعد (العراك) الإعلامي الذي برع فيه الناطقان الإعلاميان لحركتي حماس وفتح، واللذان استغلا الشهية المفتوحة ل(ميكرفونات) المحطات الفضائية وأجَّجا بتصريحاتهما الملتهبة ووتَّرا الأجواء حتى وصل الأمر إلى الاحتكام إلى السلاح.. السلاح الذي رفعه الفلسطينيون للدفاع عن القضية واسترجاع الحقوق، رفعوه يوم الأحد لغرض التوجهات السياسية والمواقف الذاتية لقادة الفصائل الفلسطينية، وجه الرصاص إلى الصدور الفلسطينية فقتل ثمانية من الشبان الفلسطينيين، ثمانية في الاشتباكات التي حدثت بين أنصار حركتي حماس وفتح من رجال الأمن والمتظاهرين في مدينتي غزة ورام الله، اللتين تحوّلت شوارعهما إلى ساحات قتال حقيقي علا الرصاص في أجوائها فأرهب المواطنين الذين لم يكفهم حالة الحرمان المعيشي في هذا الشهر الفضيل، فأضاف إليها حالة الخوف والرعب المفتعل من قبل أبنائهم الذين حملوا السلاح للدفاع عن قضيتهم..!! والذي حدث يوم الأحد من صِدام دموي بين أبناء القضية يعد كارثةً بكل ما تحمل هذه الكلمة من مضامين، فبالإضافة إلى ارتكاب إثم إراقة الدماء الفلسطينية بأيدٍ فلسطينية، سيشجّع هذا الإثم على تكرار مثل هذه المواجهات الدموية خاصة في ظل استمرار التصعيد الإعلامي من قِبل الناطقيْن باسم الحركتين اللتين يخوض أنصارهما (معارك الشوارع). وهناك أنباء تتحدث عن توجه لدى كتائب الأقصى بالسيطرة على مكاتب الوزارات في رام الله، وهو ما دفع الناطق الإعلامي الحمساوي لاعتبار المظاهرات والاحتجاجات المسلحة بمثابة انقلاب عسكري لتنحية الحكومة الحمساوية، وخصوصاً أن مَن قاموا بالتظاهر والاحتجاج هم من رجال الأمن. أما الناطق باسم فتح فيرى أن تطور أعمال العنف واتجاهها إلى منحى دموي هو ما دفع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام لعناصر القوة التنفيذية، وهي العناصر المسلحة التي شكّلها وزير الداخلية من أعضاء حماس والمرتبطة بالوزير نفسه لمواجهة الأجهزة الأمنية التي جلَّ عناصرها من أعضاء فتح والذين يتلقون أوامرهم من رؤسائهم الفتحاويين المرتبطين بالرئيس محمود عباس. ولهذا فإن الناطق الإعلامي الفتحاوي يحمّل مسئولية القتل والاشتباكات الدموية التي حصلت يوم الأحد في غزة لوزير الداخلية سعيد صيام كونه، حسب أقوال الناطق الفتحاوي، أعطى الأوامر بقمع الاحتجاجات السلمية بقوة السلاح مهما كان الثمن (على حد تعبيره). عموماً سواء كان قمع التظاهرات بقوة السلاح.. أو التحريض على التظاهر المسلح من قِبل الفتحاويين، فإن النتيجة واحدة وهي أن ما حدث كارثة ومأساة ستعمل على زيادة حالة الإحباط والغضب اللتين تسودان أوساط جميع الفلسطينيين، وأن لبنة أخرى في جدار تماسك هذا الشعب اقتلعت وبفعل فاعل.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|