| |
الصحف الأردنية تواصل هجومها على المندوب القطري كُتَّاب الرأي في الأردن: الموقف القطري ليس غريباً من دولة تعودت أن تغرد خارج السرب
|
|
* كتب - يوسف العتيق: لليوم الثاني على التوالي، وفي أكثر من صحيفة وجه كُتَّاب الرأي في الصحف الأردنية نقداً للموقف القطري المستغرب من عدم التصويت للمرشح العربي بالإجماع المرشح الأردني الأمير زيد بن علي لخلافة كوفي عنان في الأمم المتحدة، فقد كتب صالح القلاب عضو مجلس الأعيان ووزير الإعلام السابق في جريدة الرأي مقالاً بعنوان: (إمبراطورية قطر العظمى)!! وجاء في هذا المقال: لا شبيه للطريقة التي تمارس بها الشقيقة قطر العظمى السياسة والدبلوماسية إلا ما يفعله ذلك المعتوه المصاب بسلسلة لا متناهية من العقد النفسية الذي من أجل إشعار الناس بوجوده واستدراج الصحف ووسائل الإعلام للإتيان على ذكره لا يتورع عن خلع ملابسه كل ملابسه (ربي كما خلقتني) وينطلق يركض في الشوارع وهو يصرخ بأعلى صوته ويوجه الشتائم والسباب للمارة دون تفريق ولا تمييز. إن مشكلة (قطر العظمى) مع الأردن لم تبدأ بالزندقة السياسية الأخيرة والانحياز ضد العرب وقراراتهم وضد المسلمين ومواقفهم بالنسبة لاختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة، بل إنها بدأت في وقت سابق عندما حاولت اللعب بقذارة متناهية من خلال فضائية (ديفيد كيمحي) في الساحة الأردنية وتأليب الأردنيين بعضهم ضد بعض.. ولحساب من...؟.. لا نعرف والأيام ستكشف كل شيء. عندما حاولت حركة (حماس) بدعم من إيران خلق بؤرة في الأردن على غرار بؤرة حزب الله في لبنان وحدث ما حدث بادر وزير خارجية قطر, هذا الذي بيته من زجاج ومعروفة كل ألاعيبه الداخلية والخارجية، إلى الاتصال بالجهات الرسمية الأردنية واستعطافها بأن تسمح للدوحة باستضافة خالد مشعل ومجموعته، والمبرر كما قال إن بلاده اتخذت خطوات متقدمة في العلاقات مع إسرائيل وأنها تريد إيواء هؤلاء للتغطية على نفسها ولتبرير هذه العلاقات أمام شعبها وأمام شعوب المنطقة كلها. بعد ذلك بدأت كرة الثلج تكبر وتكبر وأخذت (إمبراطورية قطر العظمى) تتدخل في الشأن الداخلي الأردني بصورة سافرة وتحريضية وبدأت من خلال فضائية (ديفيد كيمحي) تحشر أنفها في كل شيء وأخذت تجند القوادين والمومسات للشتم على هذا البلد والسعي لإشعال نيران الفتنة فيه، وبحثت عن كل ساقط في الكرة الأرضية كلها لتضمه إلى هذه (الجوقة) البائسة المشبوهة. ليس الأردن وحده الذي استهدفته قطر فهي استهدفت أيضاً كل الدول العربية باستثناء الدولة إياها التي تعتبر نفسها الجناح الآخر ل(فسطاط) الممانعة.. وأي فسطاط..؟ من الكويت إلى البحرين إلى المملكة العربية السعودية إلى مصر إلى الجزائر إلى المغرب فكل هذه الدول وفقا لفضائية (ديفيد كيمحي) متخاذلة وديكتاتورية، أما قطر فهي واحة ديموقراطية وقيم نبيلة والدليل على هذا ما فعله الابن بأبيه وكأنه لم يسمع بكلام الله الكريم: )وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا....... فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ(. قطر العظمى تعتقد أنها قادرة على وضع الشتاء والصيف فوق سطح واحد وتظن أنها قادرة على أن تلعب اللعبة المستحيلة وتخرج سالمة فهي من إيران و(فسطاط) الممانعة وفي الوقت ذاته مع أمريكا وهي مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه هي مع (حماس) وهي تستضيف الشيخ يوسف القرضاوي وأنعمت عليه بجنسيتها وجواز سفرها، وفي الوقت ذاته هي تستضيف أهم وأخطر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم كله، وهي تستضيف زعماء المقاومة الشيشانية وفي الوقت ذاته تأتي بالمخابرات الروسية لقتلهم والتخلص منهم.. فهل هناك زندقة سياسية أكثر من هذه الزندقة السياسية؟!! إنه أكثر مرارة من العلقم أن يصبح لا مناص من التحدث عن دولة عربية بهذه الطريقة ولكن ماذا من الممكن أن يقال اقل من هذا وقد تجاوزت هذه الدولة كل الخطوط الحمر، واستمرأت أن تستمر في لعب لعبة أكبر منها بكثير وغدت تشكل ضرساً ملتهباً في الفك العربي.. أعان الله الشعب القطري الكريم الذي هو بالتأكيد غير راض عن هذه الألاعيب الصبيانية التي سترتد ذات يوم قريب على لاعبيها.. فالفأر عندما يضع نفسه بين الأفيال المتطاحنة فإنه سينتهي بالتأكيد كعصف مأكول تحت أقدام هذه الأفيال!! *** وتحت عنوان: عملية اختيار غير شفافة في الأمم المتحدة كتب باتر محمد علي وردم في صحيفة الدستور يوم الاثنين (2-10-2006م) وجاء في مقاله: عندما قام الأردن بترشيح سمو الأمير زيد بن رعد للمنافسة على منصب الأمين العام للأمم المتحدة كانت هناك عدة أسباب لذلك وليس فقط الظفر بهذا المنصب السياسي والتنموي الحساس. الأردن كان يرغب في كسر قاعدة عدم تولي أي مسلم منصب الأمين العام للأمم المتحدة، وترشيح شخصية أردنية هاشمية إسلامية تتميز بالوعي العالمي والتسامح والمساهمة الفعالة في مسيرة الحضارة وأخيراً المساهمة في التأثير على قرار أكثر عدالة للأمم المتحدة تجاه المنطقة. وباشر الأردن في عملية التنسيب بالطرق الاعتيادية والتقليدية ومنها حشد التأييد للأمير زيد بالأساليب الدبلوماسية المعتادة التي تركز على شخصية المرشح وبرامجه وخططه والتنسيق مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن التي تتحكم بالتصويت لاختيار الأمين العام، وذلك في ظل منافسة شديدة ويفترض أن تكون مشروعة وشفافة مع خمسة مرشحين آخرين. وفي الوقت نفسه حصل الأردن على تأييد من الجامعة العربية لترشيح الأمير زيد وتعهد من جميع دول الجامعة بتقديم الدعم والتأييد الدبلوماسي للمرشح العربي والأردني. ولكن آه من السياسة العربية وخذلانها، وآه من تقاعس الأشقاء في وقت الشدة. مندوب قطر في مجلس الأمن صوت في التصويت التجريبي الأخير قبل يومين لمصلحة المرشح الكوري وهو وزير الخارجية، وتجاهل الإجماع العربي المفترض حول ترشيح الأمير زيد، وهذه قد تكون حدثاً مؤسفاً ولكن بكل صراحة لم تكن مفاجأة من دولة شقيقة اعتادت التغريد كثيراً خارج السرب بل والإساءة المتعمدة إلى الأردن في بعض الحالات. وفي المقابل لا تقتصر الأجواء السلبية على (العمل العربي المشترك) أياً كان هذا المفهوم يعني، فقد كشفت الصحف البريطانية والأمريكية قبل يومين عن سلسلة من النشاطات التي يقوم بها المرشح الكوري السيد بان وبصفته وزيراً للتجارة في بلاده بزيارة الدول الأعضاء في مجلس الأمن وخاصة من الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وإبرام اتفاقيات تجارية استراتيجية مع كوريا كخطوة رئيسية لضمان أصوات هذه الدول عند اختيار الأمين العام الجديد للأمم المتحدة، ولا نعرف إذا كانت معايير الشفافية في الأمم المتحدة ترضى بمثل هذه الممارسات وهل ستقبل المنظمة الكبرى وجود أمين عام للأمم المتحدة استثمر صلاحياته كوزير تجارة لتسهيل حصوله على المنصب؟ يكفي الأمير زيد بن رعد أنه أمير هاشمي عربي من نخبة النسب والسلالة، وهذا اللقب أهم وأكبر من لقب الأمين العام للأمم المتحدة ولو ثبت بعد أيام أن الأمير لم يستطع أن يخترق شبكة المصالح التي تسود عملية اختيار الأمين العام للأمم المتحدة، فهذا بحد ذاته يكفي لضمان أن الأردن يعمل بطريقة واضحة وشفافة وأخلاقية وبالطرق الدبلوماسية المعتادة، وأن على الأمم المتحدة نفسها الآن أن تعيد النظر بأخلاقياتها الإدارية قبل أن تقوم بتعليم الدول النامية هذه الأخلاقيات في الحاكمية الرشيدة ومحاربة الفساد.
|
|
|
| |
|