يا أمير الحج .. حج الحجيج (1)

الذكريات دائما تفرغ ما في المآقي وفي موسم الحج تعيدنا مكة المكرمة إلى ماضي الحجيج - حج الحجيج وعاد يقصد زمزما- ذلك الشاعر الأموي عمر بن أبي ربيعة - حجازي في العصر الإسلامي الأول ذكرى المناسك, واليوم تتداعى ذكريات شاعر رحل عن قبل أكثر من ربع قرن الأستاذ طاهر زمخشري يرحمه الله كتب في مكة المكرمة في إحدى المواسم التي تخلف عن موسم الحج وكان بعيدا عن المشاعر المقدسة وأماكن السيرة النبوية لرسول الخلق (ص) البيت والخيف والأخشبين وقد التقط كلماتها طارق عبدالحكيم وقدمها بأغنية وطنية وإسلاميات تضم إلى الأغاني والأناشيد الإسلامية التي تبتهل لله وتذكر بالمشاعر المقدسة وتربطنا بموسم هو أفضل المواسم للمسلمين حيث يجتمع ملايين البشر والقلوب والأفئدة والمسامع والأبصار من كل أصقاع العالم في بقعة واحدة محيطها الحرم المكي والجمرات مزدلفة ومنى وعرفات لتأدية طقوسا واحدة من أجل مرضاة الله قال طاهر زمخشري في مكة وفي موسم الحج وهو كله شوق في قصيدة المروتين:

أهيم بروحي على الربيه

وعند المطاف وفي المروتين

وأهفو إلى ذكر غاليه

لدى البيت والخيف والأخشبين

فيهدر دمعي باماقيه

ويجري لظاه على الوجنتين

ويصرخ شوقي بأعماقه

فأرسل من مقلتي دمعتين

أهيم وفي خاطري التائه

رؤى بلد مشرق الجانبين

يطوف خيالي بانحائه

ليقطع فيه ولو خطوتين

أمرغ خدي ببطحائه

وألمس منه الثرى باليدين

وألقى الرحال بأفيائه

وأطبع في أرضه قبلتين

فتجري البوادر من مزنه

وتبقى على طرفه عبرتين

تعيد النشيد إلى آذانه

حنينا وشوقا إلى المروتين قصيدة كتبت بحنين وصداها في أسماعنا باقي يجر التاريخ وسوالف الأيام لأن مكة الأرض والبقعة المباركة لنا نحن سكان هذه البلاد لها وزن عظيم لأنها مرتبطة بتعلقنا بالخالق ,ثم بتاريخ أهالينا الذين أصبح الحج بالنسبة لهم حياة في صحراء قتلها العطش وشح الحياة,مكة المكرمة وقوافل الحجيج كانت لأجدادنا الشريان الاقتصادي الذي يتغذون منه طوال سنواتهم, حين كان لا نفط ولا زيت ولا غاز ولا معادن الجبال, حين كانت الإبل تأكل من سنامها والأغنام تحفر الأرض لتقتلع جذور النباتات وكنت الطيور الوجلة تمتص وريقات الشجيرات بحثا عن قطرات الماء, وكان الناس في هجير يرحلون من صحراء إلى صحراء ومن بيداء إلى بيداء بحثا عن الماء والخبز والطحين .

يا أمير الحج ويا راعي الحجيج الأمير خالد الفيصل لمواطني هذه الأرض العزيزة حجاج الداخل مطالب ورغبات. يتبع