تأكيد أحد عشر وزيرًا للخارجية للدول الأساسيَّة في مجموعة أصدقاء سورية على أن بشار الأسد لن يكون جزءًا من أيّ حكومة انتقالية مستقبلية، وأنه بعد تشكيل الحكومة بناءً على آلية «جنيف2» فإنَّ الأسد والمقربين منه ممن تلطخت أياديهم بالدماء لن يكون لهم دورٌ في سورية.
هذا التأكيد لأهم الدول الداعمة للثورة السورية، التي تضم المملكة ومصر والأردن والإمارات وقطر وتركيا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا يضع الأساس الذي على أساسه توجه الدعوة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2». فالدول وأطراف المعارضة التي تلتزم بما اتخذ في مؤتمر «جنيف واحد» الذي أكَّد على أهمية تشكيل حكومة وطنيَّة سورية انتقالية لإدارة الفترة الانتقالية، لا تضم بشار الأسد ولا المقربين منه، ولا أيّ طرف تلطخت يداه بدماء السوريين وأن تقوم الحكومة الانتقالية بإدارة كل شؤون سورية بما فيها الإشراف على عمل القوات المسلحة والأجهزة الأمنيَّة.
مؤتمر «جنيف واحد» الذي تبنى على نتائجه وقراراته جهود عقد مؤتمر «جنيف 2» أوضح بلا لبس أن دور بشار الأسد قد انتهى، وأن سورية المستقبل لن يكون له دورٌ فيها، وأن كل من استعمل السلاح لقتل شعبه سياسيًّا أو جنرالاً لن يكون موجودًا في الحكومة الانتقالية.
على هذا الأساس جرى الاتفاق على عقد مؤتمر «جنيف 2»، فما الذي جعل الدعوات يشوبها الغموض، والحديث من جديد عن دور للأسد وأعوانه، بل وطرح الأسد نفسه مرشحًا للانتخابات القادمة بعد انتهاء فترة حكمه في الأول من العام القادم 2014م، ومع إمكانية التمديد له لعامين..!!
هذه الأقوال التي يردِّدها معسكر المؤيِّدين لبقاء بشار الأسد من الإيرانيين وعملائهم في لبنان والعراق، أحرجت موسكو التي وافقت في «جنيف واحد» على أن دور بشار انتهى إلا أنها عادت فبثت الروح في إمكانية استمرار حكمه بعد حصول متغيِّرات على الأرض في سورية بعد تكثيف الاحتلال الإيراني في سورية والمشاركة الكثيفة لقوات الحرس الثوري الإيراني وعناصر مليشيات حسن نصر الله الطائفين من العراق، الذين شكَّلوا ما سُمِّي بلواء أبوالفضل العباس.
هذه المتغيِّرات على الأرض السورية التي مالت لصالح قوات بشار الأسد بعد أن حجبت الدول الغربية الأسلحة النوعية عن الجيش السوري الحر، وتمرد العناصر المتطرفة من عناصر دولة العراق والشام الإرهابيَّة وعناصر النصرة الذين أربكوا الجيش السوري الحر، وأضعفوا الثورة السورية واشغلوها مما أتاح لجيش بشار الأسد استرداد بعض المناطق الحرة.
وهذا ما شجع الإيرانيين على الحديث بقوة على بقاء الأسد وأنه سيكون مشاركًا رئيسًا عبر وفده في مؤتمر «جنيف2» وهو ما جعل الروس يتجاوزون على تعهداتهم في مؤتمر «جنيف واحد».
لقاء لندن أكَّد على صلابة ما اتفق عليه في جنيف واحد، وهو أن لا دور للأسد في حكومة التوافق ومن أراد الاشتراك في مؤتمر «جنيف 2» أن يقرّ بهذا الاتفاق وإلا فلا حاجة إلى مؤتمر جنيف 2 أصلاً.