سأخبركم بأمر تفاجأت به هذا الأسبوع، عندما دعاني أحد الأصدقاء لزيارة إحدى إذاعات الـFM الحديثة، ولا أذيع (سراً) إذا قلت إن الفضول هو الذي شجعني أكثر على زيارتهم لأنه يوجد بها بعض (المذيعين والمذيعات) المُستفزين صبح كل يوم!.
المُضحك والمفاجئ بالنسبة لي هي ثقافة (الفَصْفَصَة) المنتشرة في إستوديوهات، ومكاتب الإذاعة بشكل لافت؟!.
فالكل (يُقشِّم ويفصفص) بشراهة ودون خجل، حتى أنهم يردون عليك السلام وقشر الفصفص يتطاير يمنة ويسرة في مشهد (استفزازي) أكثر من مجرد سماع أصواتهم (النشاز)، ولا أعرف هل صاحب (المحطة) هو من ابتدع هذه البدعة، واشترط تقشير وتقشِّيم (الفصفص) على الطواقم الإذاعية، أم أنها عدوى انتشرت بفعل الكلام الكثير؟!.
عموماً (الفَصْفَصَة) ليست بالأمر الجديد، ففي أحد المواقع المصرية الشهيرة للزواج و(المودة) بين الجنسين على (سنة الله ورسوله)، هناك شخص ينشد الزواج منذ العام 2012م وحتى اليوم ولم يوفقه الله (على ما يبدو) لأنه رمز لأسمه بـ (أتكلم وأفصفص)!.
الأخ (أتكلم وأفصفص) عريس الغفلة هذا، كل أمنياته في الحياة بحسب البطاقة التي اطلعت عليها في الموقع هو ما يلي: (أنا كل اللي محتاجه وحدة أتكلم معاها، أفضفض لها وتفضفض لي)، يا عيني على رومانسية الشباب العربي التي يتقد سحرها مع (تقشِّيم الحَب) بفتح (الحاء) وليس بضمها، طبعاً أتوقع أن يظل طلب صاحبنا معلقاً سنوات طويلة، لأن راغبات الزواج بحاجة (الحُب) بضم (الحاء) هذه المرة!.
إذا (الحَب) أو (الفصفص) للتسلية، وللأمور غير الجدية ، ولتمضية وقت الفراغ (كيفما اتفق)، لذلك تجد أفضل برامج (الرومانسية) هي الإهداءات الإذاعية، والسبب هو أن (المذيع أو المذيعة) يدخل الإستوديو (بكيس مليء بالفصفص) وعينك ما تشوف إلا النور ( إهداء من فلان لفلانة) مع صوت (شللك، شق، ثثث)!.
من المفارقات العجيبة أن كلمة (فصفص) لها معانٍ مغايرة في اللغة ؟! فمثلاً يقال (فَصْفَصَ الرجل) أي (جاء بالأمر اليقين)!.
وهنا علينا انتظار (اليقين) من أصحاب الـFM ، بعد كل هذه (الفَصْفَصَة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي .