لكل شعب أو أمة حلم يسعى إلى تحقيقه, ومن أحلامنا ربط بحرنا البحر الأحمر بالخليج العربي عبر قناة تمر وسط مملكتنا من أجل: الإنسان، والأرض، والحياة البيئة، والاستثمار الاقتصادية. مياه بحارنا وممراتنا المائية وخياراتها تذهب إلى: البحر الأبيض المتوسط، وبحر العرب والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي في دورته الكاملة, ووسط بلادنا يعيش العطش والجفاف والتصحر. خبراء المياه والبيئة والاقتصاد يعرفون أهمية قناة مياه تشق صحاري العطش وسط المملكة، ويعرفون جيدا أن هناك أكثر من أسلوب وطريقة وتقنية لربط أو سحب المياه بعد أن أصبح لدينا رصيدا كبيرا وخبرة واسعة في تحلية المياه, ومد أنابيب التحلية لمعظم مدننا ومحافظاتنا ومناطقنا.
قد يكون هناك العديد من الحلول ومنها:
أولا: مد قناة من منطقة مكة المكرمة مرورا بالرياض وتنتهي بالشرقية.
ثانيا: مد قناة من منطقة المدينة المنورة مرورا بمنطقة القصيم وحتى سواحل الخفجي موازية لمجرى وادي الرمة التي تبدأ مياهه من المدينة المنورة وتنتهي بشط العرب.
ثالثا: مد قناة شمال المدينة المنورة وجنوب تبوك حتى رأس الخليج العربي.
أما القناة فيمكن أن تنفذ بأكثر من تقنية
- تكون القناة مكشوفة في معظم مجراها.
- تكون القناة مغلقة تصب في بحيرات مكشوفة.
- تكون القناة على شكل شبكة مياه التحلية محاذية وملاصقة لأنابيب الشبكة الهدف تغذية مناطق وسط المملكة بمياه زراعية ورعوية وسقيا الثرواة الحيوانية.
هذه طروحات وحلول سبق للعديد من الخبراء والباحثين أن تناولوها لكن لم يتم حتى الآن استجابة جادة لحلم شعب المملكة, ولو تم سيكون هناك مكاسب اقتصادية واستثمارية واجتماعية وبيئية, أما من أعاد طرح حلم وطننا الغالي لربط مياه بحاره وشواطئه، أعاد هذا الطرح حلم العثمانيين الذي امتد إلى (150) سنة وتحقق للربط بين الضفتين الأوروبية والآسيوية والذي استمر العمل به (9) سنوات لإنشاء نفق البوسفور في إسطنبول كأول نفق للسكة الحديدية تحت مياه البوسفور، وكما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان: إن هذا المشروع حلم عمره (150) عاما أجدادنا فكروا فيه ونحن نفذناه.
فقد طرح السلطان العثماني عبدالمجيد فكرة حفر نفق تحت البو سفور عام (1860). ومعجزة هذا المشروع أنه يسير قطار تحت الماء. المملكة لديها خبرة واسعة في شبكات التحلية سيساعدها في مد الأنابيب وإنشاء البحيرات وهو الأقرب ويجعله مشروعا ناجحا فهل يتحقق هذا الحلم الذي توارثته الأجيال.