يعجبني في لجنة الاحتراف بقيادة الدكتور عبدالله البرقان محاولة محاكاة الأنظمة الاحترافية في الدول الأوربية وهذا أمر مستحسن بل ومطلوب لكن بما يتكيف مع بيئتنا الرياضية التي لا تزال بدائية مقارنة بالدول المتقدمة كروياً.
لجنة الاحتراف تحتاج للهدوء وليس للاندفاع غير المحسوب أو محاولة الكسب الإعلامي الذي قد يورطها أو يصرفها عن المهام الجسام والتركة الثقيلة في اللجنة التي تحتاج لعمل جبار لتصحيح المسار الاحترافي للاعبين السعوديين الذي أصبح أحد أهم أسباب ضياع المواهب بل وفسادها بطريقة غير مباشرة من خلال الأموال الكبيرة التي وصلت لها بورصة اللاعبين السعوديين.
البرقان في آخر ظهور له يقول: (إن لجنة الاحتراف ستمنح اللاعب المحترف حرية الانتقال لأي ناد في حال عدم استلامه مرتبه الشهري لثلاثة أشهر متتالية، وأن هذا القرار سيتم تطبيقه في الموسم ما بعد المقبل).
تطبيق قرار حرية الانتقال هو خطوة نحو تصحيح المسار الاحترافي ولكن ليس بطريقة (خذوه فغلوه) الأمر يحتاج لدراسة وتهيئة واستعداد حتى لا تتحمل الأندية مزيداً من الخسائر التي تعاني منها حالياً خصوصاً بعد انسحاب المعلنين والرعاة وبالتالي الأندية الآن في حكم المتورطة بديون بسبب وجود رعاة انسحبوا مما جعلها تتعثر في الالتزام بارتباطاتها المالية الكبيرة خصوصاً عقود اللاعبين المحترفين.
البدء في تطبيق حرية الانتقال يحتاج لمهلة لا تقل عن أربع سنوات من أجل أن تتخلص الأندية من العقود الكبيرة التي ارتبطت بها مع اللاعبين المحترفين أثناء وجود رعاية لها مما جعلها الآن تدخل مرحلة الإفلاس بسبب تلك الديون التي لا يمكن لها أن تفي بها في ظل المداخيل الضعيفة التي لا تغطي أكثر من 20% من مصروفاتها الحالية.
حرية الانتقال من الناحية القانونية لا يمكن أن يتم العمل بها مع أندية مملوكة للدولة وهذه هي الحقيقة فتخصيصها كان على الورق فقط بسبب متطلبات الاتحاد الآسيوي التي تتطلب أن يكون فريق كرة القدم كيانا مستقلا من أجل المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي وهذا على الواقع غير صحيح.
لجنة الاحتراف بحاجة للحزم وتنظيم لوائحها وتطويرها خصوصاً لائحة وكلاء اللاعبين بالإضافة إلى فرض المزيد من الإجراءات التي تساهم في كبح ارتفاع أسعار اللاعبين التي لم تعد تعبر بشكل عادل عن قيمة اللاعب السعودي بسبب الفوضى التي تعيشها بورصة اللاعبين بسبب وكلاء اللاعبين وإدارات الأندية على حد سواء..!
التكتل الأخير لوكلاء اللاعبين هو نتيجة توجه اللجنة لتصحيح أوضاعهم وإيقاف الفوضى التي أحدثوها في مسيرة الاحتراف في السنوات الأخيرة مما تسبب في رؤية أرقام فلكية يقابلها أشباح لاعبين في الملاعب فكسب الوكيل واللاعب وخسر النادي وكرة القدم السعودية.
نوافذ
- تكليف لجنة الاحتراف بالبت في الشكاوي المالية الخاصة باللاعبين المحترفين ساهم في الضغط عليها رغم أن تلك مسئولية جهة أخرى مثل لجنة فض المنازعات وهي اللجنة التي نحتاجها خصوصاً وأن الشكاوي في ازدياد فحتى نهاية الأسبوع الماضي وصلت لما يقارب المائة شكوى وهذا رقم كبير وفوق طاقة اللجنة (للبت والتنفيذ) فيها في ظل المهام الأساسية المناطة باللجنة.
- تمسك النصر بصدارة دوري جميل بكل جدارة واستحقاق رغم غياب أربعة عناصر أساسية أمام الفيصلي يؤكد أن البديل الجاهز سلاح كل فريق يبحث عن المنافسة على البطولات.
- الهلال تجلى أمام الشباب تكتيكياً وبنتيجة كبيرة أمام الشباب المنهار مع قرب رحيل رئيسه خالد البلطان.
- رغم اكتمال فريق الأهلي عناصرياً إلا أن الفريق لازال عاجزا عن تقديم مستويات متصاعدة تؤهله للمنافسة على صدارة الدوري رغم أنه يملك مدربا كبيرا هو البرتغالي بيريرا إلا أن العلة في اللاعب السعودي المحترف الذي لا يمكن أن يقدم مستويات ثابتة في المباريات ويلعب بطريقة مرة فوق ومرة تحت.
- اللجنة الأولمبية لا يمكن أن تكون بتشكيلها الجديد أحسن من السابقة فأمينها العام فشل في مناصبه السابقة وهو رجل أعمال واللجنة تحتاج لكفاءة متخصصة ومتفرغة للقيام بالمهام المناطة بها.
- فرق نجران والرائد والعروبة يقدمون مباريات ممتعة تكتيكياً ويحققون النتائج التي يبحثون عنها ومن وجهة نظري هم الأفضل من الناحية التكتيكية من بين الفرق كلها والنتائج الإيجابية التي تحققت لمدربيهم دور رئيسي فيها.
- لا زال احتساب ركلات جزاء للنصر قراراً مرفوضاً من قبل الحكام والنصراويين يسألون فقط لماذا..!.... الإجابة يملكها رئيس اللجنة عمر مهنا وحكامه فقط.