فاصلة:
(الحب يتحدث حتَّى بشفتين مقفلتين)
- حكمة عالميَّة -
أكثر ما يورط في الحبِّ عدم إدراكنا لمفاهيمه، حيث يختلط حبُّ التملك بالمثالية.. بالعطاء المشروط ليفسد اسمى العواطف.
علاقتنا بأحبابنا تسقط أحيانًا في شرك قيمنا ومفاهيمنا، فما تحسبه أنت عطاءً قد يحسبه الطرف الآخر تملكًا، وهناك المثالية في الحبِّ وهو أن يفهم أحد الطرفين أن الحبَّ عطاءٌ فقط بينما هو عطاءٌ وأخذٌ ولكن ما يميّزه أنّه عطاءٌ وأخذٌ مرنٌ يسري سريانًا طبيعيًّا دون أيّ توتر.
الحبُّ ليس فقط رجلاً وامرأة وهي ليست حقيقة مفاجئة، فنحن نعرف تمامًا أننا نحب أشياء كثيرة وأناسًا كثيرين في حياتنا، لكننا لم نعتد التعبير عن الحبِّ أو الإفصاح عن مشاعرنا للآخرين.
الحبُّ الحقيقيُّ هو الذي يخلق في داخل صاحبه كل شيء إيجابيّ، عاطفة الحبِّ هي ذبذبات عالية من الطاقة ولذلك يعيش المحبون والمتآلفون لحظات رائعة من السعادة لا يستطيع أن يفهمها أو يذوقها من لم يفتش عن الحبِّ في داخله ليحياه قبل أن يبحث عنه لدى الآخر.
ولدنا أنقياء، ثمَّ سمحنا لكل ما حولنا أن يشكِّلنا أو يبرمجنا على ما لا نريد، ثمَّ كبرنا وبدأنا نعي هذه البرمجة ونحاول أن نفكّك رموزها لنحيا كما نحب ونريد لا كما يريد الآخرون، وهذا لا يحدث إلا إذا بدأنا في حبِّ أنفسنا أولاً وتقديرها.
البعض ربَّما في عقده الرابع أو الخامس وما زال يبحث عن شيء لا يعرفه لأنّه أبدًا لم يفتش عن الحبِّ في داخله.
والحياة من دون حبٍّ تظل جامدة باردة لا تحمل من معنى الحياة شيئًا سوى الاسم، لذلك فالذي لم يعرف الحبَّ لم يذق طعم الحياة.