يُعَدُّ التعلم المتنقل m-Learning عن استخدام الأدوات الإلكترونية القابلة للنقل والحمل مثل: المساعدات الرقمية الشخصية، والهواتف النقالة، وحواسيب القرص الشخصية، وحواسيب الحاضنة، في عمليات التعليم والتعلم. ذكر ذلك الدكتور علي الموسوي في مجلة التعليم الإلكتروني،
وأضاف أن الحواسيب وشبكة الإنترنت أصبحت أدوات تربوية ضرورية، كما أصبحت تقنياتها سهلة الاستخدام بصورة فعالة ورخيصة ومتنقلة أكثر. ويمكن عبر تقنية الهاتف النقال الأكثر شيوعاً، والذي صمم أصلاً لنقل الصوت، أن يستخدم حالياً في تحويل البيانات باستخدام الرسائل القصيرة، ودخول صفحات شبكة (الواب)، وتسمح الرسائل القصيرة بإرسال المعلومات بين الأشخاص المشتركين في خدمة شبكة الهاتف النقال، بعد عبورها بمركز الإرسال الرئيس الذي يعالج ويدير الرسائل. أما (الواب) فهو نظام لاسلكي معياري مقبول عالمياً يمكن المستخدمين من الاتصال بشبكة الإنترنت عن طريق الهواتف النقالة المزودة بتجهيزات (الواب). وتحد عوامل في صناعة الهواتف النقال مثل: شاشاتها الصغيرة، وذاكرتها المحدودة، ونسب اتصالها البطيئة، من قدرة (الواب) على تفكيك محتوى نسخة الإنترنت التي تحوي معلومات أساسها النص المكتوب في الغالب، مما يجعلها تقتصر حالياً على تقديم خدمات محددة فقط مثل: الأخبار، ونتائج الألعاب الرياضية، والطقس، وعروض السينما. كما يمكن لمستخدمي (الواب) أن يرسلوا رسائلهم عبر البريد الإلكتروني ويستلموها. إلا أنه يمكن القول، بأن هناك من التقنيات ما يبشر بتمكيننا من الاتصال بصورة أكثر سلاسة وعرض المعلومات بصورة موثوقة أكثر عما هو الواقع عليه الآن باستخدام شبكة (الواب) والرسائل القصيرة، ومن ذلك استخدام خدمات راديو الرزم العامة والتي تسمح للهواتف النقالة بدخول الإنترنت دون أن يتطلب ذلك الاعتماد على الاتصالات الهاتفية البطيئة. ويمكن نظرياً أن تنجز عملية تحويل البيانات بشكل أسرع بكثير مما هو عليه الحال دون استخدامها. وتضيف تقنية الاتصالات اللاسلكية قصيرة المدى والمعروفة بالناب الأزرق قدرة تمكن من تحويل البيانات بين الأدوات الإلكترونية المتنقلة المجهزة بها، بحيث يستطيع المستفيدون التقاط الرسائل من أجهزة بعضهم البعض المتنقلة، في حين تدمج تقنية خدمات إرسال الوسائط المتعددة النص المرسل بالرسوم والجرافيك والصور. أما الجيل الثالث من الهواتف النقال والذي أطلق أخيراً في العديد من دول العالم فستزيد نسبة نقل البيانات نظرياً إلى حوالي (2) ميجابت في الثانية، وتسمح لبث الفيديو الحي المباشر لكي يعرض على شاشة الهاتف، مما يعني أنه سيصبح بإمكان المستخدمين أن يجروا (اتصالات متلفزة)، حيث يرى المتحدثون بعضهم بعضاً وهم يتبادلون أطراف المحادثة الهاتفية،ما سيمكنهم أن يشاهدوا الأخبار والألعاب الرياضية بدلاً من قراءة النص ببساطة، ويمكنهم أن يحملوا مقاطع الفيديو ويخزنوها، في حين توجد لوحة مفاتيح كاملة في بعض الهواتف النقالة. ويتمنى مطورو هواتف الجيل الرابع أن تنجز سرعة (100) ميجابت في الثانية، مما يمكن المستخدمين من إجراء اتصالات افتراضية ثلاثية الأبعاد بحيث يمكن أن يتفاعل الهاتف مع بيئته، ومثال ذلك: الدفع الآلي لثمن المواد عند خروجك من محل التسوق. ويحتمل أن يكون هذا خلال فترة قريبة. ولكن تواجه التعلم المتنقل تحديات مثل توفر الدعم المادي اللازم. ويبدو أن الجدوى الاقتصادية لهذا النوع من التعلم على المدى الطويل مبرر للتكاليف العالية نوعاً ما في مرحلة تأسيسه. ومن التحديات الأخرى قضية أمان تدفق العلومات حيث ينبغي أن يراعى فيها السرية اللازمة. ومن الواضح أن هناك جهوداً تُبذل في هذا الإطار من قبل المؤسسات المتخصصة لرفع كفاءة الأمان لاستخدامها في مجالات مختلفة، كالمعاملات التجارية والتعليمية. وهناك تحد آخر متصل بما سبق، وهو التأكد من عمليات التقويم الفردية للمتعلمين لتفادي عمليات الغش. ومع ذلك فالتعلم المتنقل يستخدم في عمليات التعلم وخصوصاً في الجامعات، لأنه يقدم العديد من الفرص لتوسيع المشاركة في التعلم المتنقل، خصوصاً أن تكلفة الأدوات المتنقلة مثل الهواتف النقال والمساعدات الرقمية الشخصية قد أصبحت معقولة إلى حد كبير، ويمكن عبر واجهاتها المتطورة الدخول بيسر لشبكة الإنترنت، مما يجعلها أكثر وظيفة من أدوات المكاتب الإلكترونية، وعلى الله الاتكال.