المدير (الذُرُوق) !

هل يجب على الموظف الرد على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني الخاص بالعمل (خارج وقت الدوام) أو في أيام العطل الأسبوعية؟!.

نحن بالطبع نتحدث عن الشركات والمؤسسات ومن في حكمها؟!.

وفقاً لخبراء القانون الغربيين في العديد من المنظمات الحقوقية، لا يُلزم الموظف بمثل هذا الأمر، ما لم ينص (العقد المُبرم) منذ البداية على هذا البند، ويوضح كيفية تعويض الموظف عن الاستجابة للمكالمات الخاصة بالعمل، أو الرد على البريد الإلكتروني، مع تبيان هل يلزمه العودة لمقر عمله عند الحاجة أو الضرورة أم لا؟! مع تحديد الأجرة مالياً مقابل كل ساعة إضافية؟!.

الحقيقة أن - المدراء أو المديرين - الله يعلي مراتبهم ويبعد أراضيهم، يفعلون ذلك تطوعاً في أوقات العطل أو خارج وقت الدوام، لأنهم يتحصلون على مميزات مادية أو معنوية جراء نجاح مهامهم، فيستجيبون للمتطلبات المتجددة، ويشغلون بدورهم (الموظفين البسطاء) إما بالاتصال المباشر بالموظف - خارج وقت الدوام - أو بتحويل الرسالة إلى بريده الإلكتروني ومطالبته بالمتابعة أو التنفيذ، والمشكلة أن (الموظف الغلبان) الذي يستجيب (لمرة واحدة فقط) سيكون مقصراً عندما لا يستجيب لاحقاً، بينما الموظف اللي (عم بيزورب) على رأي اللبنانيين، أو عاملها (تخريمة) على قولة المصريين، فلن يحاسب على (تطنيشه) أو مزورقته يمينا وشمالا للتخلص والتملص من المهام!.

خبراء الطب النفسي والاجتماعي يقولون لا يجب الاطلاع على أي أمر يخص العمل بعد نهاية الدوام دون مقابل مرض، لأن مجرد الاطلاع على رسائل العمل وتلقي اتصالاته أوقات العطل له تأثير نفسي، ويسبب الإحباط العاطفي بين الزوجين ..إلخ؟!.

لي صديق يقول (مديري) لا يعرف رقم هاتف منزلي، ولا رقم جوالي الخاص، فقد خصصت رقم جوال للعمل وعلاقاته لأرتاح من وجع الدماغ، بينما آخر يقول بعد معاناة مريرة مع (مديري واستغلاله لطيبتي) أصبحت لا أدخل عليه إلا وأنا أحمل جوالي بيدي، ولا أجلس في اجتماع إلا وأضعه أمامي، وقد سربت بين زملائي أن هاتفي يسجل كل ما يدور حولي من حديث، ومكالمات؟!.

ومنذ ذلك الحين أصبح المدير يتعامل معي وفق النظام، وفي حال طلب مني أمراً آخر، اقتربت منه و(هاتفي في يدي) وأنا أقول (هاه.. ما سمعتك يا طويل العمر) وش تقول؟!.

مشهد ممتع عندما يجتمع (موظف ملّكع) و(مدير ذُرُوق)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.