هو يوم عالمي لم تصل إلينا (موضته) بعد، رغم أنه (صالح للتجربة) من قبل وزارة العمل، كونه يُعنى بتخصيص يوم للفتيات الصغار لمرافقة (آبائهن أو إخوتهن) لمقار عملهم، للتعرّف على طبيعة عمل الرجل، وإذا ما كانت الفتاة تحلم أن تقوم بذات المهام يوماً ما؟!
قصر بعض (المهن) على الذكور قضية شائكة تحدّدها العادات والتقاليد، ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية قبل ذلك بالطبع، ولكن مسألة التوسع في دخول المرأة لمجالات عمل جديد كانت حكراً على الرجال سابقاً، هي بمثابة (مسطرة قياس) لمدى تمتعها بحقوق أكبر في المجتمع!
الذكور يهيمنون عادة على الوظائف أكثر، ففي أمريكا وأوروبا خسرت النساء مهناً عديدة، بسبب مرافقة الأطفال لأمهاتهم وأخواتهم، بحيث يتعرَّف الطفل ويتعلَّق منذ الصغر بمهن مثل (الطهي، التزيين، التصميم..) إلخ ليحترفها في الكبر، وهو ما جعل الشبان هناك يقتحمون عالم (المهن النسائية)!
أمريكا سبقت أوروبا (بيوم الفتاة) في الرابع من الشهر الحالي، بينما تحتفل به معظم الدول الأوربية هذا اليوم (الجمعة) ومن النشاطات اللافتة هو قيام (25 طالبة ألمانية) بقضاء يوم كامل للتعرّف على طريقة عمل جهاز الشرطة في مدينة (كمنيتس)، حيث تتعرّف الفتيات الصغار هناك على الجانب التقني والفني وطرق الدفاع عن النفس وكيفية تطبيق القانون، وآلية عمل رجل الشرطة!
إن لم تخني الذاكرة فمثل هذه المبادرات كانت مطبَّقة عندنا (سابقاً) من المدارس كزيارات رسمية، أو حتى مبادرات شخصية من بعض (الآباء)، ولكنها على ما يبدو توقفت أو تم تقنينها، لا نريد أن تأخذ المرأة مكان الرجل بالطبع، ولكن من حق الفتاة الصغيرة أن تتعرَّف على أنشطة عدة، وتخصصات متنوِّعة، توسع مداركها وآفاقها لمعرفة كيف تتم الأمور من حولها، إذا لم تزر الفتيات الصغار مراكز الشرطة أو الدفاع المدني أو الإسعاف أو مجلس الشورى.. إلخ في مرحلة المدرسة الابتدائية فمتى يمكن أن تتاح لها فرصة أخرى للتعرّف على طبيعة عمل هذه المهن؟!
كسر الحاجز النفسي مهم للصغيرات، المرأة نصف المجتمع، وفتاة اليوم هي أم المستقبل، والطالبة الآن هي العاملة غداً!
وعلى دروب الخير نلتقي.