هكذا هي حال الدنيا نزول وارتحال وكل من هو عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.. فكل نفس ذائقة الموت لا محالة، إلا أن ما يخلفه لنا الراحلون عن هذه الدنيا الفانية من موروث أدبي أو تاريخي أو ثقافي أو شعري يجعلنا نذكرهم بين الفينة والأخرى وهذا من حقهم علينا ما حيينا.. ولعلنا في هذا المقام نيتذكر إخوة وزملاء لنا رحلوا عن هذه الدنيا -رحمة الله عليهم جميعاً- ومن بين هؤلاء الأخ العزيز والزميل والإعلامي الأستاذ سليمان بن محمد العيسى -يرحمه الله-.. فمن منا لا يعرف سليمان العيسى؟.. وهو صاحب الوجه البشوش والمألوف لدى كل الناس من خلال إطلالاته المعهودة عبر شاشة التلفاز في بداية مشواره الإعلامي عندما كان يرحمه الله يتولى الوصف والتعليق على المباريات التي كانت تقام آنذاك، وكان الجميع يستمتع مع صوت المغفور له الزميل والأستاذ سليمان بن محمد العيسى، وفيما بعد أصبحنا نشاهده عبر شاشة التلفاز السعودي الرسمي عندما كان يرحمه الله يقدم نشرة الأخبار مع عدد من المذيعين الكبار -رحم الله المتوفين منهم جميعاً وأسكنهم فسيح جناته وأمد الله في عمر الباقين-.. ثم واصل بعد ذلك مشواره الإعلامي المرئي من خلال تقديمه لعدد من البرامج التلفزيونية وكان من بينها برنامجه المشهور (مع الناس)؛ هذا البرنامج الذي أستحوذ على عدد كبير من المشاهدين لما كان يقدمه من لقاءات حوارية مباشرة فيما بين المسؤول والمواطن.. فالأخ العزيز والزميل الأستاذ سليمان العيسى -رحمه الله- كانت له العديد من المساهمات الأدبية والثقافية؛ ويعد واحداً من كبار الكتاب في صحيفة الجزيرة إلى جانب كونه يرأس الوفد الإعلامي في زيارات ولاة الأمر يحفظهم الله (الداخلية والخارجية)؛ ثم عين مستشاراً إعلامياً في الديوان الملكي إلى أن توفاه الله.. فقد كان مثالاً يحتذى به في الإخلاص في العمل في ظل ما كان يتمتع به من أخلاق فاضلة وسيرة عطرة وطيب معاملة مع زملائه وأصدقائه، وهو القريب منهم يشاركهم الأفراح والأتراح.
فسليمان العيسى هو من أحب الناس وأحبوه وفي ظل هذه المعطيات والمآثر العظيمة التي كان يتمتع بها إبان حياته يرحمه الله فقد كان حرياً بنا نحن أبناء هذا الوطن المعطاء من إعلاميين ومثقفين وأدباء ومفكرين وكتاب أن نبادر لتكريم هذا الرجل تقديراً ووفاءً له من خلال حفل يقام لتكريمه ترعاه ويتبناه وزارة الثقافة والإعلام وهيئة الصحفيين فهذا هو أقل ما يقدم لهذا الرجل لقاء ما قدمه وخلفه لوطنه من موروث إعلامي وأدبي وثقافي.. فهذا أملنا وذاك مطلبنا ولعله في القريب القادم من الأيام نرى أن يتحقق ذلك تقديراً وعرفاناً من أهل الوفاء إلى رجل الوفاء فسليمان العيسى هو جدير بالتكريم.