في حركته المكوكية بوزارة الصحة ومنشآتها، وتحديداً في مواقع نزول «كورونا»، وحيث احتمالات تجنيحها، وببساطته الظاهرة، وتمثيله الشخصي في المصحات، وكمامته الواقية، وانحسار رأسه عن عقاله، وغياب بشته: عن كتفه .. يمثل «عادل فقيه» دوره كما ينبغي أن يكون عليه المسؤول وهو في طارئ مهمة مثل مهمة «صحة» الناس...!
النتيجة هي الأكثر أهمية وستحصد، والمبادرة هي أظهر حقيقة وقد شوهدت حين حفز طاقات الوزارة لمتابعة المرض، ولمعرفة مصادره، ولعزل المرضى في مصحات بعينها، وفي إنشاء مراكز تحكم تندرج تحتها وحدات المكافحة الوقائية، وبمتابعة إشعار المواطنين بما يطرأ، وبعدد الحالات في المدن، وحركة توجه المرض، وأخيرا فيما صرح به أمس الأول من ثبوت معرفة مصدر العدوى وهو الإبل المصابة أولا، والثاني في المستشفيات التي فيها تضعف الضوابط في وحدات غسيل الكلى، وأقسام الطوارئ..
ومن أهم الخطوات الاحترازية التي اتخذها الوزير القريب من الناس حاسر الرأس، المتحرك بقدميه في أروقة المصحات، المتحلق مع فرق العمل هو العمل الجاد على إيجاد لقاح مكافح للعدوى لإيقاف نزيف الإصابة بكورونا.. ومن ثم الوقاية من العدوى، حيث فتح بوابات الوزارة لفرق البحث، والدرس, والمتابعة، وإيجاد الحلول بالاستعانة بذوي الخبرة من أطباء الوطن، ومن خارجه على أعلى المستويات في أهم المصادر الصحة العالمية..
كل هذا يدعو للاطمئنان إلى ما اتخذ، ويُتخذ، وسوف يُتخذ من إجراءات..
وأخيرا هناك من تخلى من الأطباء عن أداء مهنته تخوفا من العدوى بعد موت زملاء له..
«فقيه» يحقق معهم ليس من باب عدم تقدير هذا التخوف الشخصي، وأحقية الفرد في حماية نفسه، ولكن من منطلق أمانة المهنة، وإيثارها، وواجب المثول لليمين الذي عُهد عند إجازة ممارستها مهنةً إنسانيةً بكل الأبعاد..، وقبل أي اعتبار آخر هي مسؤولية الطبيب في الأزمات كالجندي، فهل ينسحب الجندي عن الساحة حين الوغى..؟!
حركة «فقيه» المكوكية الجادة، والحازمة، والنشطة التي تنم عن كفاح نفسٍ تؤمن بدورها، وبأمانة ما أسند إليها من مسؤولية يُشكر عليها.. ويُحمد له جهده وأداؤه..
وفي ضوء أن كل الذي ظهر من قصور في مرافق الصحة ينبغي أن يحاسب عليه مدراء، ومسؤولو المستشفيات جميعهم كما حدث عند إقالة بعضهم..
فالصحة أهم ثروات الوطن في أجساد أفراده، لا ينبغي التهاون عن أخطاء، وفساد سنوات طالت..
فليت «فقيه» بعد انتهائه من مهمة «كورونا» أن يلتفت لجميع المستشفيات، ومراكز الأحياء، والمستشفيات الجامعية، ليضع حلولا لقائمة لا تنتهي من القصور، والعجز، وخلل الكفاءة..والتكاليف التي تنوء عنها كواهل المرضى وتحديدا في المستشفيات الأهلية، إلى جانب صعوبة التطبب في المصحات المختصة.
أحييك يا عادل فقيه، أحيي همتك، وفريقك، وإنسانيتك، وأفكارك ومنهجك الإداري.. وأسأل الله أن يرفع البلاء، ويُذهب الداء، ولا يخيب لك جهدا أبدا، ولا للجميع الرجاء.