بديهيا أنه لا يمكن ان نخطط لمستقبلنا التعليمي في مناخ يكتنفه الغموض والغبش والتردد. في عالم التعليم هناك العديد من الأسئلة الملحة العالقة التي لا زالت تواجه أولئك الذين يخططون لمستقبل تعليمنا، بل إنها تشكل عائقا أمام فرص تطويرنا لتعليمنا، وهي أسئلة لم تحسم بعد على مستوى صانع القرار التربوي السياسي.
إن عدم حسم تلك الأسئلة يعني أن يبقى كل شخص « يعطي من رأسه صوت «، لنبقى ندور في حلقة مفرغة، والمشكلة أن الناس قد يتوهمون أن هذه الأسئلة قد تم حسمها عندما يتصدى لها صاحب الصوت اللجلج المرتفع الذي تتبعه خرفان الدهماء، ومن بين الأسئلة التعليمية الكبيرة التي يجب حسمها ما يلي: ماهي القنوات النظامية الممكنة التي تتيح لاي مواطن ابداء وجهة نظره في التعليم؟ ما هو الحد الأدني من الموضوعات التي يجب أن ندرسها لطالبنا ليكون مهيئا للعيش بفاعلية في الألفية الجديدة في ظل عصر العولمة والانفجار المعرفي التقني؟ ما هي الفروقات الدنيا بين ما يجب أن يتعلمه طالبنا وطالبتنا؟ ما هو الأداء المتوقع من المعلم؟، وما سبل التعامل نظاما مع التقصير المهني والسلوكي للمعلم ؟ وهل وظيفة المعلم مضمونة مدى الحياة؟ كيف يمكن محاسبة الطالب المقصر دون ان يفتح ذلك بابا لفرص عير محسوبه تهدد مستقبله؟ ما الحد المهاري القرائي الادني الذي يجب ان يجيده طالبنا بنهاية المرحلة الأولية من التعليم الابتدائي؟ كم يفترض أن يكون طول عامنا ويومنا الدراسي؟ هل نتمسك بالاختبارات بصورتهاالحالية؟ أين يبدأ وينتهي الحرام في بعض ما يتناوله تعليمنا.