فوجئ الطالب المسكين بقبوله في كلية تعد معلمين، ربما هو لم يسمع بهذه الكلية من قبل. رضي صاحبنا بما قسّم الله له وقرر أن يستكمل قبوله ( ويطقطق ) على هذه الكلية إلى أن يفرجها الله عليه بفرصة بديلة. مرت الأيام وهو بين حذف فصل وإنذار أكاديمي في فصل آخر إلى أن وجد نفسه مع الموعد الذي لا يتمناه، بل ويخشاه، وهو التدريب معلماً في إحدى المدارس، عندئذ وضع تحت باب مكتبي رسالة ملتهبة يبدي فيها نقمته وغضبه على النظام التعليمي الذي وضعه في هذا المأزق . حصل صاحبنا على البكالوريوس والتحق بسلك التعليم، لتبدأ عندئذ علة تعليمنا الحقيقية المتمثلة في توظيف معلم لا يحب مهنة التعليم، معلم هزيل يقف على قاعدة معرفية هشة . وإذا ما ما علمت أن المعلم هو رأس حربة أي نظام تعليمي وقوته الضاربة، فلك أن تتخيل أي حالة من التخلف سيؤول إليها تعليمنا، بل وبلادنا، عندما يوظف التعليم مثل هذا المعلم. في هذا المقام أتذكر حوار جري بيني وبين معالي الدكتور محمد الرشيد رحمه الله، كان معاليه في حيرة من أمره بين توظيف خريجين سعوديين تربويين يقفون بباب مكتبه أتثبت كل المؤشرات عدم صلاحيتهم للتعليم، وبين توظيف تربويين غير سعوديين مهرة متمكنين، كان لي موقف من هذه القضية. للتذكير فقط لا يقبل في كلية التربية في فنلندا إلا الثلث الأعلى من خريجي الثانوية وذلك بسبب جاذبية وظيفة التعليم اجتماعياً ومادياً ومهنياً.