التكتيك العالمي الجديد لمحاربة التبغ، والحد من الترويج للسجائر، هو فرض علب (موحدة وصامتة) لجميع أنواع الدُخان، بمعنى تكون (علب السجائر) بشكل واحد - خالية من الأسماء والماركات والألوان - دولتان في العالم أعلنتا قرب تطبيق الفكرة هما (أستراليا أولاً) و(فرنسا ثانياً)!.
كذلك (بريطانيا) و(إيرلندا) أعلنتا أنهما تدرسان الفكرة تمهيداً لتطبيقها، وبسبب هذه الخطوات العملية والقوية، جن جنون (شركات التبغ العالمية)، التي تحاول منذ الخميس الماضي إقناع وزيرة الصحة الفرنسية (مارسيول) بالعدول عن القرار، عبر تقديم بدائل، والمساهمة بمشاريع تنموية، ولا استبعد قيام هذه الشركات بمحاولات لإسقاط الوزيرة لا سيما أنها تلوح بخطوات حكومية أخرى للحد من تدخين (13 مليون فرنسي)، وتعد بجيل فرنسي غير مدخن بعد 20 عاماً فقط!.
السؤال ماذا عن (العالم العربي)؟!.
بكل تأكيد الدولة العربية التي ستتخذ مثل هذه الخطوة الحضارية، ستحجز لها مكاناً في الصدارة، لأن الفكرة حتماً ستُعمم عالمياً في خطوات لاحقة، والشواهد كثيرة فهي من أجل صحة الإنسان، فلماذا لا نكون سباقين لها؟!.
هنا أدعو وزير التجارة لتبني مثل هذا (الفكر الاستباقي)، كون وزارته معنية بتطبيق مثل هذا الأمر، واتخاذ مثل هذا الإجراء، فما المانع من دراسة الفكرة بشكل سريع ومعرفة إيجابياتها؟ ومن ثم إعلان التطبيق!.
دوماً يُقال إن نفوذ شركات التبغ العالمية في دول العالم الثالث أكبر، كونه السوق الأكثر رواجاً، ونحن نعاني في المملكة من ارتفاع نسبة التدخين بين السكان، ومن باب أولى أن يكون لدينا خطوات عملية جديدة ومُبتكرة، للحد من الظاهرة، ولإثبات أن - أيدي فساد - شركات التبغ (مبتورة) داخل مؤسساتنا الحكومية المعنية بمراقبة السجائر، ومحاربة التدخين ؟!.
نحلم ونرجو أن تكون (السعودية) هي أول دولة عربية وإسلامية وآسيوية تعلن مثل هذه الخطوة الجدية والعملية، القاصمة لظهر مروجي (السم) في أوساط المجتمع؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.