نفتخر نحن الإعلاميين السعوديين بالتسهيلات الكبيرة الممنوحة لوسائل الإعلام العربية والإسلامية والعالمية، ومنحهم الحرية الكاملة لتغطية موسم الحج، والتنقل دون رقابة أو متابعة كما يتم في بعض الدول، وهو أمر يدل على الثقة العالية والمهنية في كل ما يُقدم لراحة وسلامة الحجيج.
إلا أن المؤسف أن معظم وسائل الإعلام المحلية في الحج لا تملك مقراً خاصاً في المشاعر المقدسة لمراسليها ومحرريها، بل الغالب أن معظم الطواقم الإعلامية تعيش على نظام الفزعات والعلاقات والاستضافة من بعض الجهات الحكومية أو الخاصة، أو ضيافة ومقر وزارة الثقافة والإعلام، ليتم تأمين السكن والضيافة ضمن ضيوف هذه الجهة أو تلك؟!
قد يكون هذا هو الحل المعمول به غالباً على أرض الواقع منذ سنوات طويلة، لكنه في نهاية المطاف ليس الحل الصحيح الذي يمكن أن تركن إليه وسائل الإعلام في كل عام؛ فهو يُضعف الدور الإعلامي، ويجعل الوسيلة الإعلامية غير قادرة على مُمارسة دورها باستقلالية كاملة، في وقت تحتاج فيه وسائل الإعلام إلى أن تكون أكثر احترافية وبعيداً عن مجاملة أو تبعية جهات مشاركة أخرى، فقط لأن بعثة الحج موجودة هناك، حتى لا تتحول إلى ما يشبه إدارة للعلاقات العامة، لإبراز وتغطية مناسبات تلك الجهة، ومتابعة تحركات مسؤوليها!!
التعاون مطلوب، والعلاقات الخاصة لبعض الصحفيين مع بعض المسؤولين واستضافتهم أمر محمود، طالما أنها لم تؤثر على الطرح الإعلامي المُستقل لمتابعة الأحداث، ولم يُغبش على الصورة الإعلامية والأمانة الصحفية في النقل والمتابعة من قِبل الفريق المُستضاف، حتى لو كانت الجهة المُستضِيفة مُقصرة في دورها!
وسائل الإعلام في الحج تملك أرضاً خصبة، مليئة بالكثير من القصص، والجهود الحكومية، والخدمات الخاصة والفريدة التي تستحق أن تروى وتبرز؛ لتؤكد دور المملكة الكبير في هذا المحفل السنوي الفريد من نوعه على مستوى العالم. وبرأيي، إن (رحلة الإعلامي السعودي) لتغطية الحج اليوم لا تزال في حاجة إلى تدخُّل احترافي ومساعدة مهنية من وزارة الثقافة والإعلام أبعد من مجرد (منح التصريح) لمزاولة العمل؟!
الصورة المؤسفة أن العديد من الإعلاميين يعانون ويتسولون البحث عن (مأوى) يضمهم ومعداتهم، بعد أن تراخت مؤسساتهم في تأمين ذلك لهم! وفي اليوم التالي ينطلقون لمواصلة عملهم، محاولين نقل صورة مشرفة عن الحج!!
وعلى دروب الخير نلتقي.