من أكثر الأسئلة المتداولة بين السعوديين هذه الأيام (هل جربت شراء الأضاحي من الجمعيات الخيرية) التي تملأ إعلاناتها الطرقات والصحف؟!.
بعض السعوديين كانوا فيما مضى يجتهدون في إرسال مبالغ إلى أفريقيا، أو بعض الدول الإسلامية الفقيرة ليقوم بعض معارفهم، أو معارف معارفهم بشراء أضاحي (رخيصة الثمن)، وذبحها وتوزيعها هناك، رغم عدم سلامة هذا الأمر الذي قد يوقعهم في شباك - النصابين أو الدجالين - ومن يستغل مثل هذه الأمور بطرق غير مشروعة، إلا أن الفكرة مُغرية كون مبلغ الأضحية في السعودية والبالغ نحو 2000 ريال، يمكن أن يؤمن به 4 أضاحي في تلك البلاد؟!.
الناس اليوم أكثر وعياً وإدراكاً، وبالتالي تلاشت الفكرة السابقة لتحل محلها إعلانات الأضاحي المُدهشة والمُخفضة على طريقة (أضحيتك في بلدك)، الأسعار تتراوح بين (540 ريال - 720 ريال) مع الذبح والتوزيع حال الرغبة، حتى أنك تشعر أن ما يُباع في سوق الأغنام (ديناصورات) وليست أغناماً، لأن أسعارها تصل إلى 3 أضعاف الأسعار المُعلنة؟!.
الجميع يعلم أن أسعار الأغنام في مثل هذه الأيام مُبالغ فيها ومرتفعة، ولا تخضع لرقابة أو مسطرة سوقية من أي نوع، كل هذا ضمن حرية العرض والطلب، إلا أن الأسعار المُعلنة للأضاحي عبر الجمعيات الخيرية تطرح أسئلة عدة عن أسعار الأغنام المستوردة من ذات (النوعية والفصيلة) التي تعرض في سوق الأغنام بشكل فردي، مما يدل أن هناك خلل ما، لا يمكن أن تجبره (الجملة) في شراء هذه الجمعيات؟!.
أتفهم أسعار مشروع (الهدي والأضاحي في المشاعر)، لأن الكمية والخدمة والوقت مختلف تماماً، ولكن ما يحدث في سوق الأغنام في مدننا، بات أمراً لا يُطاق، فلهيب الأسعار يكوي الجميع!.
من القصص الطريفة التي نشرتها إحدى الصحف - أمس الأول - أن عريساً سرق 12 رأساً من الأغنام ليقدمها كوجبة عشاء لضيوف حفل زفافه هذا الأسبوع، ولم يتوقع أن صاحب الأغنام سيبحث في المطابخ والمسالخ عن خرفانه، ليجدها مذبوحة، وبعد الاتصال بالعريس، وقبل إبلاغ الشرطة تدخل أحد الجيران وسدد المبلغ نيابة عن العريس، حتى يُتم ليلته ومن ثم (لكل حادث حديث)؟!.
إنه (لهيب الأسعار) ياسادة، حول العريس إلى سارق!.
وعلى دروب الخير نلتقي.