اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
يأخذ البعد الطائفي في أوسع مفاهيمه شكل الحروب الأهلية، التي اجتاحت منطقتنا، وذلك بسبب جوهر تقاطع المصالح - الأمريكية الإيرانية، التي حولت العراق وسوريا إلى ساحة صراع إقليمي. والأمر الذي يجب ألا ننساه، هو أن تجذر الحروب الطائفية تغلغل إلى أعماق الوجدان؛ ليملأ ذاكرتنا بصور القتل البشع، والدمار الهائل، باعتبار أن عوامل الفتنة الطائفية، ستكون فاعلة، ومؤثرة، تزدهر تحت مظلته جميع الهويات العبثية الصَّغيرة هنا، وهناك.
قبل أيَّام، وجّه - المرشد الأعلى لإيران - علي خامئني من طهران، رسالة إلى جنوده في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري في بلدتي «نبل»، و «الزهراء» بريف حلب، مطالبا إياهم «بالصمود»، ووصفهم «بالأبطال»، وشبههم «بأصحاب الحسين» في كربلاء؛ ليلعب لعبة غير محسوبة المآلات، إن في سوء تقدير العواقب، أو في القدرة على السيطرة على تداعياتها، حين يدعو - مع الأسف - إلى التعبئة الطائفية، والتحريض المذهبي، متكئا على نقاط الخلاف، والاستدعاء الدائم للتاريخ، والتراث؛ من أجل تغذية المشاعر المذهبية، والتحريض ضد الآخر، والعمل - أيضاً - على تحقيق مصالح سياسية.
هذا الانفلات الطائفي، أدَّى إلى تدمير النسيج الاجتماعي في الدول المضطربة بصراعات طائفية. وهذا ما يجعلنا نؤكد على أن دور المرجعية الدينية، التي يمثلها مرشد إيران، كان من الضروري أن يحتم عليه الدعوة إلى وقف سفك الدماء، والعمل على جمع الكلمة، والإصلاح، بعيدا عن ثقافة العنف، والسلاح، وإنتاج الإرهاب الطائفي، باعتبار أن الطائفية تمثل جزءا رئيسا من التنظيم الاجتماعي، أما فكرتها فامتداد نابع من الأيديولوجية الدينية المتشددة، - وبالتالي - فإنَّ تأزم هذه العلاقة الثنائية، سيفتح الباب أمام مصراعيه نحو تسييس الهوية الطائفية، ومن ثم عسكرتها.
تقف المنطقة - اليوم - على أعتاب مشاهد تاريخية مثيرة؛ ولأن الصراعات الطائفية هي في حقيقة جوهرها، تمثل قفزا على حقائق الدين، فإنه لا يمكن حلّ هذه الإشكالية الخطيرة، دون الانخراط في التوافقات السياسية، والصيغ التشاركية في تلك المجتمعات.
بمعنى: أن الحيلولة دون حدوث المزيد من التشرذم، والانقسام، يحتاج إلى ميثاق سياسي، بعيدا عن مأسسة الهويات الطائفية، التي أدت إلى مزيد من الصراعات، فظهرت أحجامها، وحدودها، وقوتها حسب تنوع الطائفية المقيتة.
بقي القول: إن مثل هذه التصريحات ستستدعى صدور فتاوى من جهات دينية أخرى، تدعو إلى التعبئة المخالفة، وهذا ما سوف يزيد نار الطائفيّة اشتعالاً، ويدخل الأمة - كلها - في فتنة عمياء، لا يسرُّ بها غير الأعداء المتربصين بها الدَّوائر، والطامعين بتفكيك عراها، وهدم بنيانها، - وهذا المنحى - هو ما عبّر عنه العلامة الشيعي اللبناني - السيد - علي الأمين.
اثنين | ثلاثاء | أربعاء | خميس | جمعة | سبت | أحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 | 1 | 2 | 3 | 4 |
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |