لماذا طالبت بالأمس وزير الشؤون الاجتماعية الجديد، الأستاذ سليمان الحميّد، بالهدم ثم البناء من جديد؟! أيهما أقل تكلفة؛ الترميم أم البناء الجديد؟! أيهما سيستغرق وقتاً أقل؟! أيهما سيعطي نتائج أفضل؟!
سأذكّر الوزير بنقطتين مهمتين الآن؛ النقطة الأولى هي ما يتردد دوماً في الأوساط خارج المملكة، عن أن السعودية لا يمكن أن يكون فيها فقراء، كونها أغنى دول العالم. النقطة الثانية هي ما يتردد دوماً في الأوساط المحلية، عن أن مؤسسة القضاء على الفقر التي أمر بها الملك، هربت إلى مكان ما، لا يعرفه أحد!
هاتان النقطتان لن تغيبا على الوزير الحميّد، وربما سيتفق معي أن البناء الجديد وليس الترميم، هو ما سيعيد للوزارة هيبتها في امتلاك ملفات الفقر، وفي التعاطي معها تعاطياً جديداً، يضمن للفقراء حقوقهم في الحصول على المكتسبات التي حباها الله ُلأرض بلادهم.
وليكن الوزير على ثقة بأن أحداً لن يلومه على أخذ الوقت اللازم والكافي لبناء مؤسساته من جديد، بالاستعانة بالتقنية الجديدة وبعقول الشابات والشباب الجدد، الذين سيشكلون، ولا أحد سواهم، الفارق الحقيقي له ولمهامه الصعبة، البالغة الصعوبة.
لقد انتقدتُ في فترات سابقة برنامج التدوير الوظيفي الذي كانت الوزارة تنتهجه، واعتبرته عبئاً على الوزارة، لكن البرنامج استمرّ وظلّ يفرز نتائج سلبية، أولها وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وآخرها تمرير الواسطات والمحسوبيات. وغداً هناك نقطة أخيرة.