أتجنب دوماً في مقالاتي استفزاز القراء، لكني أجد نفسي أحياناً في مواجهة مع البعض بسبب مناقشة فكرةٍ ما، تراها فئة من الناس ثوابت لا يمكن نقاشها! وهي من المتغيرات إن لم تكن من البدع! وخلال هذا الشهر تمت مناقشة عدة موضوعات، ويظهر أن مقال (الرقاة وابتزاز المرأة) قد استفز عدداً من القراء فعلقوا وأضافوا عليه آراء أخرى جديرة بالقراءة.
** يتساءل القارئ المتابع «رساوي» عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! ويقول إنه لم يسمع أنهم قبضوا على الدجالين الذين يبيعون بصاقهم بآلاف الريالات ويعبثون بكل صفاقة بشرف وعفة نساء الوطن بحجة الرقية، ويرى ضرورة أخذ ما يسمى بالراقي إلى مراكز التحاليل لاكتشاف كمية الأمراض والجراثيم والميكروبات القاتلة التي تسكن أسنانه وفمه وحنجرته! ومن ثم عرض شهادات الرقية التي يحملها وسيرته الذاتية على علماء شرعيين وبعدها يقدم لطبيب نفسي لاختبار قواه العقلية والنفسية! ويطالب بالتشهير بالدجالين وتحذير الناس منهم ومن متابعتهم والقبض عليهم حتى يقول الواحد منهم لمن هو على شاكلته (انجُ سعداً فقد هلك سعيد)!
** يشاركه في الرؤية القارئ د. م. المهنا أكاديمي في البحث العلمي، جامعة سياتل بقوله (العالم يتقدم في العلم ونشر الوعي ونحن نحيي السذاجة بتشريع البصق الذي ينشر الميكروبات، هذا تناقض غريب ومريب! ويتساءل عن دور هيئة الغذاء والدواء ووزارة الصحة و(نزاهة) عن هذه البؤر القاتلة!
** ويعارضهما القارئ ياسر بقوله (إساءة البعض أو الكثير لأمور شرعية ليس معناه أن الشأن الشرعي سيئ، نعم نريد تقنين الأمر ومعاقبة المسيء مثله مثل المرأة التي تعمل مع رجال ويتحرشون بها، فأنتم تريدون معاقبة المتحرش وليس منع المرأة من العمل مع الرجل... لا تكيلوا بمكيالين!!
** ويؤيده القارئ عبد الرحمن الذي يؤكد (أن الرقية الشرعية ثابتة بغض النظر من موقف الكاتبة. أما الابتزاز فيحدث للنساء حتى من قبل أطباء، خاصة النفسيين وليسوا منزهين. الرقية مثلها مثل الطب فيه التقاء وربما خلوة بين رجل وامرأة، والطبيب النفسي يتسع مجال حديثه مع المرأة واطلاعه على شيء من أسرارها وبعضهم يتجرأ فيبتز مريضاته).
يبدو أن الرقية باقية وتتمدد !!