هل تُصدق أن هناك (مُتقاعدين سعوديين) يغادرون المملكة - بعد التقاعد مُباشرة - ليعيشوا بقية حياتهم في الخارج؟!
لن نسأل لماذا؟ طالما أننا مُقصرون معهم - وهم يشعرون بالنكران - نتيجة الخدمات الضعيفة التي نوفرها لهم، في حال توفرت أصلاً، بعد أن فاتهم (قطار التخطيط)، ليجدوا أنفسهم في هذه المحطة الهامة من حياتهم، وهم لا يملكون منزلاً، ولا يجدون (الرعاية الطبية) اللازمة، ولا الاهتمام اللائق بهم (كأشخاص ساهموا في بناء ونهوض المجتمع)، وربما شعروا بالغُربة والفراغ بين (أبنائهم وأحفادهم)؟!
حتماً لن (تعوّضهم الغُربة) الخدمات المفقودة في مجتمعهم، ولكن مُجرد تغيير الأجواء، وتقاسم (الراتب التقاعدي) مع الأولاد هنا، ربما أتاح لهم فرصة جديدة (لتأمل الحياة)، وتعويض ما فات من (سنين العمل والكد)، والبحث عن ذاتهم مرة أخرى!
البعض يتحدث عن سعوديين يعيشون في الفلبين (كخيار أفضل) كونها الأقل تكلفة، مع بساطة الاندماج في المجتمع الفلبيني!
وهناك من يتحدث عن مُتقاعدين أقاموا في (إندونيسيا)، بحثاً عن أجواء البلد الإسلامي، مع رخص الحياة هناك، وكفاية (الراتب التقاعدي) للحاجة!
فيما تبقى (مصر) خياراً قريباً، ببساطة المجتمع، وقرب الثقافة!
(غُربة المُتقاعدين) لا تخصنا وحدنا، فقد أكَّد (تصنيف عالمي للمُتقاعدين) صدر هذا الأسبوع، أن (الإكوادور) هي أفضل دول العالم للتقاعد، بسبب أجوائها المُعتدلة طوال العام، مع رخص السكن، وانخفاض تكلفة المعيشة، كما ضم المؤشر السنوي للتقاعد (25 دولة أخرى) من بينها ماليزيا وبنما والمكسيك وكوستاريكا كأفضل دول العالم (لحياة التقاعد)!
نسيت أن أخبركم عن (متقاعدين) يفضّلون العودة (لمسقط رأسهم)، وحياتهم السابقة (بالعيش في القرى والهجر)، أو مكان (صباهم وشبابهم)، فيما آخرون يرفضون الفكرة، ويواصلون الذهاب كل صباح، إلى مقار أعمالهم للحديث مع زملائهم، أو الجلوس عند البوابات، والعودة مع الموظفين ظهراً!
إن لم تستطع التخطيط لحياتك (قبل التقاعد)، فلتُفكر كيف ستقضي السنين المُقبلة مُبكراً حتى (تتقاعد)؟ ثم خطط (أين ستعيش بعد التقاعد)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.