كانت هذه الكلمات من آخر وصايا الملك عبدالله تغمده الله بواسع رحمته، لولاة الأمر من بعده وفقهم الله.
اليوم نودعك بأحزن وداع أيها الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز، ونستقبلك بأجمل ترحيب أيها الملك النبيل سلمان بن عبدالعزيز، والصالح لا يكون إلا نبيلاً والنبيل لا يكون إلا صالحاً.
أيها الراحل العزيز على كل القلوب نستودعك الله ونسأله ضارعين أن يمنحك المقام المحمود الذي تستحقه لقاء ما قدّمته لوطنك وشعبك وأمتك من الاستقرار في الأمن والانفتاح الحضاري والاجتهاد في تحقيق العدل. لقد جمع الله لك وفيك الوقار مع البساطة والهيبة مع السماحة والحزم مع الأناة، ولا يجمع الله هذه الصفات الصالحة إلا في من أحبه الله من خلقه وحببه فيهم فحببهم فيه. أشعرتنا منذ توليت أمورنا بما وراء ابتسامتك العفوية من الحب والحنان، وبما خلف بساطتك من الوقار، وبما خالط عفويتك من حكمة وأناتك من حزم.
ويا أيها الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز، مرحباً بك أجمل وأصدق ترحيب، فقد عرفناك عقلاً زاخراً بالمعارف وقلباً مليئاً بحب الوطن وصدراً محتوياً لكل أطياف شعبك وطموحاته.
لقد عرفك وطنك إدارياً حازماً وسياسياً محنكاً ومثقفاً شمولياً وعقلاً جاهزاً للمهمات الصعبة، وهذه صفات الملوك النبلاء الذين يصنعون التاريخ المجيد بتوفيق الله وتيسيره.
أعانك الله أيها الملك سلمان بن عبدالعزيز وأصلح لك البطانة ولشعبك وأمتك ووفقك في كل خطوة تخطوها وفي كل شأن به صلاح الأمور لوطنك وشعبك وأمتك في الدنيا والآخرة.
اليوم نودع ونستقبل، أنه وداع حزن معجون بالفرح والتفاؤل بالمستقبل الذي نستحقه بين الأمم المبدعة والمطمئنة.