يا من يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيء بعدكم عدم
«إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون»
هكذا قال المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم في وداع ابنه رحمه الله.
فعندما يفاجئ القدر الإنسان في أخذ عزيز لديه فإنه لا يكاد يصدق الفراق ويؤمن به إلا عندما يضعه في تلك الحفرة التي هي نهايتنا جميعاً.. تلك الحفرة التي عندما نراها.. نعلم أنه الوداع الأخير.. والتلويحة البغيضة ونعلم أنها ما من لقيا في هذه الدنيا.. وندعو أن تكون عند رب العزة والجلالة.. في جنات النعيم.
ودعت الأمة والبلاد حبيبهما الكبير ووالدهما الوفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله هو من رحل بجسده ولكنه أخذ قلوب الملايين في لحده وكفنه وكأنه برحيله يبين للدنيا إن الحب بين حاكم ومحكوم ليس خوفا ولا رياء ولكنه وفاء وبقاء...
مات الملك بهدوئه وعفويته وترك لنا كل شيء يؤلمنا برحيله.. ويا ليته أخذ الذكرى العالقة بنفوسنا منه.. ليته أخذ تلك الأيام التي جمعتنا به..
حضرت الملايين للعزاء لا لشيء وإنما لأنهم اتفقوا على أنهم أحبوه...
هنيئاً لك فمن أحبه الله أنزل محبته في قلوب خلقه.