علي الصحن
يقام غداً نهائي كأس ولي العهد، وكالعادة يوجد العنصر الدائم في جميع المنافسات السعودية وفي نهائي كأس ولي العهد بالذات فريق الهلال الذي يواجه هذه المرة نظيره الأهلي، ويحاول الهلال العودة إلى جادة البطولات التي حاد عنها الموسم الماضي، فيما يسعى الأهلي لتأكيد انه فريق مختلف هذا الموسم، وما من شك أن الفوز بالذهب سيكون هو أهم تأكيد على ذلك، فضلاً عن ان الفريق يحول العودة للمنصات بعد غياب مقلق لأنصاره!!
من الصعوبة هنا ترشيح كفة فريق على فريق على آخر فالفريقان زاخران بالنجوم والخبرة، وكلاهما يعرف الآخر جيداً، وما من أمر يمكن أن يخفيه مدرب على الآخر، ولكن عندما نضع الفريقين بالتفصيل على الورق، فإنَّ كفة الأهلي هي الأرجح للفوز، والأقرب للظفر بالذهب.
واقع الفريقين اليوم يقول إن الهلال ليس الهلال، وهو حالياً في طور مختلف، وهو ما تعكسه الحالة العامة في النادي والدائرة المحيطة به، فأنصاره رغم وصوله للنهائي غير راضين عنه، والفريق منذ خسارته النهائي الآسيوي وهو يغلي في مرجل، وأستطيع القول هنا إن فوز الهلال لو حدث غداً سيهدئ الأوضاع لكنه لن يضع نهاية لها!!
والهلال اليوم يعاني ويعاني على الصعيد الإداري والصعيد الفني وعلى صعيد اللاعبين، والفريق يشكون من عدم الاستقرار، وعدم التنبؤ بما سيفعله داخل الميدان، وعدم الرهان عليه قبل أي مباراة، وهي حقيقة يدركها الهلاليون جيداً!!
على الصعيد الإداري يغيب رئيس النادي عن حضور مباريات الفريق، رغم أهمية ذلك، ولا تجد الجماهير عذراً لهذا الغياب، والجماهير تطالب الإدارة برمتها بالاستقالة اليوم قبل الغد، وتطالب أعضاء الشرف بالتدخل وإصلاح حال النادي المتردية على كافة الأصعدة، والإدارة ما زالت صامدة، وما زالت تحقن الوعود في طريق الفريق، وتؤكد أنها تعمل، لكن الجماهير لا تريد ذلك، تريد ان ترى النتائج فقط، فهي تعودت أن ترى فريقها بطلاً، ولا تعرف غير هذا المطلب!!
وعلى الصعيد الفني تتضاءل يوماً بعد يوم نسبة الرضا على مدرب الفريق ريجيكامب، رغم ان الفريق قدم معه مستويات جيدة في بداية الطريق، لكنه بدأ يتعثر في المنتصف، وبدا انه عاجز على التعامل مع الريق كما يجب، وإيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها فريقه، ومن ما يؤخذ على ريجي الباحث عن تسجيل اسمه في قائمة المدربين الذين حققوا بطولة مع الهلال عجزه عن الثبات على تشكيلة معينة وعلى طريقة معينة، بل إن المتابع يعجز عن معرفة طريقة لعب الفريق في المباراة الواحدة، وهو أمر تحدث عنه المحللون المختصون كثيراً!!
على صعيد اللاعبين يبدو أكثر من لاعب هلالي خارج الفورمة، وقديماً كان لاعبو الهلال يتكفلون بعلاج كل مشكلة تدور رحاها في النادي، لكن ما يحدث قديماً لم يعد له وجود هذه الأيَّام وفي عصر الاحتراف، وبدا أنهم يتأثرون بما يدور حولهم، وهذا في النهاية من صميم عمل الإدارة!! وفي شأن اللاعبين أيضاً يعاني الفريق الأزرق من عدم وجود البديل القادر على إحداث الفارق، لذا بقيت تدخلات المدرب وتبديلاته دون تأثير واضح في غالب المواجهات!!
على الطرف الآخر يأتي الفريق الأهلاوي نقيض ذلك كله..
فالفريق ينعم هذه الأيَّام باستقرار فني وإداري كبير، وحالة الرضا تبدو واضحة على جميع الأهلاويين الذين لم يخسر فريقهم أي مباراة هذا الموسم، وهو منافس قوي على بطولة الدوري، وفي الفترة الشتوية تعاقد مع لاعبين أجانب صنعوا ثقلاً واضحاً للفريق تجلى في لقاء نصف النهائي أمام حامل اللقب، والفريق يملك بديلاً جاهزاً لا يقل مستواه وحضوره عن زميله الأساسي، وكل ذلك عوامل ترجح حظوظه في الفوز بالكأس، وتجعله أقرب إليها من منافسة!!
فنياً ونفسياً.. الأهلي أفضل من الهلال قبل مواجهة الغد، لكن الدقائق التسعين التي قد تتسع إلى مائة وعشرين تحتمل كل شيء، في مثل هذه المباريات تكون هناك تفاصيل صغيرة أو مفاجآت غير متوقعة تقلب كل الأمور، وتنسف كل التوقعات، خطأ تحكيمي، مدافع يسجل في مرماه، حارس لا يعرف كيف يتصرف، رعونة مهاجم، وحظ آخر ربما تكون أمور لها كلمة الفصل، وتكون سبباً في فوز فريق على آخر!!
دعواتنا للفريقين بالتوفيق، ودعواتنا للجميع بمشاهدة مباراة ممتعة.
مراحل.. مراحل
* في مباراتي نصف النهائي كان كل شيء جيداً..التحكيم، عطاءات الفريق الأربع، غابت المفاجآت، وتأهل الأفضل، روح اللاعبين وتفرغهم للعب، وبقي التعليق يراوح مكانه!!
* في مباراة الأهلي والنصر كان المعيوف في يومه وكان نجم المباراة الأول.. الظريف أن المعلق يقول إن معيوف زمان عاد!!
* غاب الحظ ووسائل المساعدة فعادت الأمور لطبيعتها!!
* يسجلان في المرمى بالتناوب، وما فيش حد أفضل من حد!!
* سالم الدوسري لاعب موهوب بلا شك لكن الموهبة ليست كل شيء، لاعبون موهوبون كثر لم يحققوا شيئاً لأنهم يريدون إبراز مواهبهم على حساب الفريق وليس من أجل الفريق!!
* ما يفكر به الإداري، يغرد به المهاجم.. !!
* مهمتهم لم تنته، بقي تشجيع الطرف الآخر غداً!!
* في أسوأ حالاته وصل الهلال للنهائي، وفي أحسن حالاته خرج غيره، هل عرفتم الآن لماذا يهذون بالهلال ويحاربون الهلال، ويحتفلون بأي خسارة للهلال، وماذا يعني هذا الهلال.. !!
* رغم كل الظروف.. الهلال ينافس!!
* هلال السماء تحجبه السحب.. وهلال الأرض لا تحجبه أي ظروف!!