رقية الهويريني
عاد للوطن عدد من طلبة الدراسات العليا الحاصلين على درجة الماجستير بامتياز في علوم الحاسب الآلي بعد تخرجهم من جامعات عريقة في أمريكا ضمن مشروع خادم الحرمين للابتعاث الخارجي.
وفي الوقت الذي ينبغي أن تستقطبهم الجامعات للانضمام إلى هيئة التدريس فيها؛ تفاجأ هؤلاء الخريجون برفض أغلب الجامعات السعودية لقبولهم بسبب تخرجهم من كليات المعلمين في مرحلة البكالوريوس! والعجيب أن الجامعات ترفض التحاق خريجي كلية المعلمين كأعضاء هيئة تدريس لديها مهما كانت معدلاتهم، بناء على توجيه وزارة التعليم العالي آنذاك بعدم السماح لخريجي كلية المعلمين بالعمل في المجال الأكاديمي بالجامعات لحاجة التعليم العام لهم، وهو توجيه شفوي غير مستند على قرار وزاري، وربما يكون ذلك أمراً مقبولاً قبل حصولهم على درجة الماجستير.
ولست أعلم سبباً لإدراجهم أصلاً ضمن برنامج الابتعاث الخارجي دون إشعارهم بتعذر قبولهم للعمل أساتذة في الجامعة بعد تخرجهم طبقا لتخصصاتهم، إذا علمنا أن الجامعات تغص بالوافدين في مجال الحاسب الآلي. ومن المؤسف ضياع سنوات من عمرهم في الدراسة، فضلاً عما تم صرفه عليهم مادياً خلال سنوات الدراسة بالخارج.
ولأن التشكيل الوزاري الجديد ضم وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ضمن مظلة واحدة وهي (وزارة التعليم) بكل مراحله؛ فلعله يكون من المناسب فسح المجال للخريجين بالانضمام للجامعات، وليصبحوا من ضمن أساتذتها بعد دخول الاختبارات والمقابلات الشخصية المعدة لتحديد كفاءاتهم حيث هي المقياس الحقيقي للمتقدم بغض النظر عن تعميمات وهمية أو قرارات بيروقراطية معمول بها في الماضي.
إن حالة الضياع التي يعيشها هؤلاء الخريجون مؤخراً دعتهم للتنازل عن شهادة الماجستير للبحث عن مصدر للرزق، وهو ما ينبغي إعادة النظر فيه بجدية والسماح لهم بدخول المنافسات الوظيفية في الجامعات أسوة بغيرهم، حيث أصبحت شهاداتهم العليا وتخصصاتهم الحالية خارج كليات المعلمين.
ولعلنا نسمع قريباً عن قبول مبتعثينا العائدين هاني الحارثي وفهد العنزي وصالح الزهراني وغيرهم، الذين نعتز بهم ونفخر بتخصصاتهم ليضيفوا خبرة علمية تراكمية لطلبتهم في الجامعات، ويحققوا تطلعات القيادة بهم، ولعل دأبهم على المطالبة بحقوقهم يساهم في تذليل الصعوبات لزملائهم من بعدهم.