ناهد باشطح
فاصلة:
(حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار)
-حكمة صينية-
اسمحوا لي أن أتحول في هذا المقال من كاتبة إلى قارئة وأفكر بصوت عال حول خبرين قرأتهما ولم افهم شيئاً!!
الخبر الأول إن وزير الثقافة والإعلام د. عادل الطريفي أصدر قراراً ألغى بموجبه إحياء ليلتين سينمائيتين لعرض أفلام قصيرة سعودية وخليجية، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام 2015م.
والخبر الثاني عن نجاح مهرجان أفلام السعودية في دورته الثانية بتنظيم جمعية الثقافة والفنون في الدمام وقد سجل في المهرجان قرابة 34 فيلماً و28 سيناريو وهو مستمر لخمسة أيام. كيف لي كمتلقٍ أن أفهم هذين الخبرين المتناقضين وكأنهما حدثان في مجتمعين مختلفين وليس مجتمعاً واحداً بل وجمعية الثقافة والفنون تحت مظلة وزارة الثقافة والإعلام!!
مع احترامي لقرار وزيرنا الشاب الإعلامي النشط والمعروف قبل التوزير، إلا أننا نحتاج أن نفهم هل وزارة الثقافة والإعلام تدعم الثقافة بمختلف فنونها أم تنتقي منها؟.. وما هي مبررات هذا الانتقاء؟ وما هي انعكاساته على الحركة الثقافية في بلدنا؟.. وهل السينما كمجال فني إبداعي ضمن مجالات الحياة حتى وإن لم توجد دور عرض عامة أم لا؟.
الجمهور الذي يتابع في تويتر تفاصيل حفل توزيع جوائز الأوسكار، الجمهور الذي يناقش صناعة السينما عالمياً وعربياً وخليجياً.. الجمهور الذي حصل مبدعوه على جوائز وتكريم لإبداعهم في مجال الأفلام والسينما، هؤلاء لن يتركوا شغفهم بالفن ولن يتخلوا عن أحلامهم لكنهم ببساطة سيتسربون إلى خارج الوطن كما تسرب قبلهم مبدعون لم تحتضنهم وزارة الثقافة والإعلام أو أيّ من مؤسساتها.
صناعة الأفلام ستظل، لأن الفن هو وجدان الشعوب وإذا كانت حركة السينما منذ أول فيلم سعودي للرائد المخرج عبدالله المحيسن عام 1975م سارت ببطء فقد بدأت منذ عام 2001 تباشير حركة صناع الأفلام الشباب مع ازدهار حركة المعلوماتية عالمياً.
في المجتمعات الحضارية يؤمن المسؤول بإرادة الشباب في صنع المستحيل ووزيرنا الشاب ليس بعيداً بالتأكيد عن طموحات الشباب وأحلامهم ولعلنا نتفاءل بأن يكون القادم أفضل في دعم الثقافة والفن.