علي الخزيم
جاء في الأخبار أن الفرق الرقابية الصحية بأمانة منطقة الرياض قد ضبطت قرابة تسعة أطنان من المُنَشطات والمُهِيّجات والأدوية الجنسية المقلدة، والمُرَكّبات الممنوعة لضررها على الصحة، وتلك التي تستخدم (كما يَدّعون) لتكبير بعض الأعضاء الحساسة بجسم الإنسان، ويستفاد من الخبر أن هذه الكميات الهائلة كانت حصيلة حملة واحدة، ويمكن أن يكون هذا سر من أسرار ارتفاع نسبة الطلاق بالمملكة، فبدل التنشيط الجنسي تعمل هذه المُرَكّبات المغشوشة بنشاط مُزَيّف ومع تكرار الاستخدام تؤثّر على الأعضاء والخلايا سلباً فيحصل العجز الجنسي والفكري والاضطراب النفسي، مما يُعكّر العلاقات الزوجية ويُوتّرها، وتتحوّل المودة والرحمة إلى تنافر ونقمة، ثم خصام وعراك، والنهاية محاكم وفراق، وجناية على الأبناء، بما تتركه قضايا الآباء على نفسيات وعقول الأطفال من آثار عنيفة قد تكون لها نتائج مدمرة.
ويقال إن أكثر من يتعاطى منشطات الجنس هم من في مراحل الشباب، مما يعني أن أسباب الضعف ليست ببنيتهم الجسمانية أو قصور بأجهزتهم التناسلية، بل ربما اعتراها الضعف بسبب مؤثرات جانبية تندرج بالأسباب النفسية، أي أنه لو صنع هؤلاء الأزواج (الطرفين الزوج والزوجة) لأنفسهم أجواء منزلية صحية وروابط عائلية حميمية واقعية تَحُفّها المودة والرحمة، بتعايش صادق لا زيف فيه، واتخذ كل طرف ما يناسب الطرف الآخر ويرضيه باعتدال دون جور ولا طغيان ولا عنت، وعرف كل منهم حجمه وقدره ودوره، فالغالب أن عيشتهم ستكون منطقية سلسة وعلاقاتهم متوازنة مترابطة، وأجزم أن تقاربهم الجنسي سيزداد حرارة، وأشواقهم سيتصاعد تفاعلها دون منشط سواء كان سليماً أو مغشوشاً.
الرجل الباحث عن المنشط ليس هو المتهم الأول دائماً بالبرود الجنسي فلربما أجبرته مواقف ومظاهر مصدرها الزوجة علمت بذلك أو لم تعلم، بمعنى آخر قد تكون هي السبب سواء عرفت أو غفلت، هذا على افتراض حسن النية، أما إن كانت مُنَفّرة بأخلاقها وجفاف طباعها وخشونة ألفاظها، فالأمر في نظري يحتاج إلى أقوى منشط جنسي، بل إلى مولدات للطاقة ولمزيد من الكهرباء العاطفية الساكنة والمتحركة، ومضاعفة الكهرومغناطيسية، في سبيل قيام الزوج بالواجب تجاه زوجته بما يمليه عليه حسّه الشرعي، دون ميول عاطفية غرامية تجذبه إليها، وسبق أن قرأت لطبيب متخصص بهذا الشأن قوله بالاعتقاد أن مثل هذا الزوج ربما يؤدي هذه المهمة كواجب وغالباً يكون تفكيره سارحاً في أجواء أخرى كالوظيفة والعمل ونحو ذلك، مما يدعو المرأة كزوجة أن تدرك أن مشاعر الزوج الحميمية سريعة الطيران والتّبخّر حال إهمال الحفاظ عليها، فهي مما لا يجبر كسره إن تمادت في ذلك، ولأن الحديث عن الأسوياء فإنه كما أن الزوجة مطالبة بتهيئة الأجواء المثيرة والمُلهبة للأحاسيس والعواطف الوجدانية، أو كما يروق للبعض أن يُسميها (رومانسية)، فإن هذا لا يعني إهمال الزوج لهذه الجوانب المهمة للحفاظ على سمو ورقي المشاعر المتبادلة بينهما، وأن لا يعتقد أنها تقلّل من رجولته، كونوا صادقين مع بعضكم لتسعدوا، أما المخادعون والخونة فالله يتولاهم.