فهد بن جليد
لا بد أن يكون شبابنا من الجنسين، في غاية الانتباه لما يدور ويُروّج له في وسائل التواصل الاجتماعي، بإشراكهم في كل الدراسات والبحوث التي نتوصل إليها حول هذه التقنية، وهو ما شاهدناه مؤخراً في ندوة (الأمن والإعلام) عندما اقتربت (المباحث العامة) من الإعلام والمجتمع بكل شفافية، لتقدم نتائج دراسات وبحوث حول وجود 10 آلاف حساب تستهدف المملكة بالإساءة والكذب والفبركة، وإعادة التغريد، لكل ما يُسبب الإحباط لدى المغردين!
مراراً وتكراراً قلنا إن استخدام هذه الوسائل يدخل ضمن (التربية والتثقيف)، ويستحق أن يُخصص له مادة تعليمية ضمن المناهج الدراسية، لتعليم (الجيل الصاعد) طريقة التعاطي الصحيحة مع (المحتوى) قبل الوسيلة؟ لتحصينهم ضد مثل هذه (الأفكار المسمومة)!
لا نريد مُصادمة (حريات التواصل)، أو مُصادرة (الآراء)، طالما أنها تتوافق مع منهج (الدين والوطن)، ما نحتاجه أن نحمي عقول أبنائنا وبناتنا من كل ما يُحاك ضدنا، وضد بلدنا، وللأسف يتلبس (بثوبنا) ويتحدث (بلهجتنا)، وهو يتربص بنا؟!
الإعلان في الندوة عن رصد (90 تغريدة) في الدقيقة، تسيء للمملكة بطريقة مُمنهجة من قبل بعض الحسابات المشبوهة، يؤكد حجم المشكلة، وكمية السموم التي تبث عبر (هذه الوسائل)، مما يتطلب رفع درجة الوعي لدى (السعوديين) قبل غيرهم، لأنهم المقصودون والمستهدفون من نشر مثل هذه الأفكار، لتشتيت الانتباه، والشعور بالإحباط، عبر تزوير الوثائق وقلب الحقائق، من قبل مغردين حقودين، ساقهم الحسد لبث مثل هذه (السموم)، على أمل أن يتلقفها شاب أو شابة (فيعيد التغريد بها)، وهو ما يُعطي مؤشراً غير صحيح عن رأي السعوديين حول - قضية أو أمر ما - يتم الحديث حوله في وسائل التواصل، وهو ما يدعو للحذر من (إعادة التغريد)، أو المشاركة برأي أو تعليق في هاشتاق، دون معرفة هدفه والمقصود منه!
وهو ما قامت به (المباحث العامة) مشكورة، بتنظيم أكاديمية نايف للأمن الوطني لمثل هذه الندوة، التي حظيت بردود فعل (إيجابية) وواسعة بين المُغردين حول ما طُرح فيها بكل (شفافية ومُكاشفة) بين المجتمع، ومؤسساته الأمنية والإعلامية!
فالمطلوب اليوم التركيز قبل (التغريد أو عمل الرتويت)، مع فهم أن هناك 10 آلاف حساب (عدو) في تويتر، قد يقترب منك (نتاج) أحدها دون أن تشعر؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.