سعد الدوسري
الذين يتابعون قصص معاناة المرضى، ويعتبرونها إلهاماً لهم ومحفزاً لحياتهم، لا بدّ أن يضعوا قصة صراع الدكتورة سامية العمودي مع مرض السرطان، على رأس قائمة القصص التي تشحن ذواتهم بالقوة وبالصبر وبالإيمان بقضاء الله وقدره.
ولعل الانتكاسة التي أصابتها مؤخراً، وعودة السرطان لمهاجمتها مرة أخرى، وكلماتها الإيمانية لمتابعي حسابها في تويتر، قبل دخولها لغرفة العمليات، جاءت لتحرك مشاعر الملايين الذين توجهوا بقلب واحد إلى الله بأن يكون معها في محنتها.
نفس الأمر حدث مع نورة، التي اشتهرت بلقب؛ «نورة محاربة السرطان»، التي كانت تسجل تفاصيل حربها مع هذا الداء العضال على حسابها في تويتر، فلقد صُعقَ الجميع قبل أيام بخبر وفاتها، بعد أن كتبت تغريدة حزينة، تقول فيها:
- تعب الآن شديد في كل جسمي، كل مكان يوجعني، يا رب الطف بحالي وصبرني أنا وكل مريض. أشوفكم على خير.
الأمر الذي جعل كل رواد تويتر يرفعون الأكف لله، يدعونه بالرحمة والمغفرة لها.
نحن نتحدث عن حالتين، اختارتا أن تستخدما معاناتهما وآلامهما للتوعية بهذا المرض الخبيث، وللفت أنظار المجتمع للمرضى المصابين به. فهل الدكتورة سامية والفتاة نورة، تكشفان للناس خصوصيتهما؟! وهل هذا أمر إيجابي؟! ألا يحرجهما هذا الأمر أو يحرج أقاربهما؟!
الإجابة على مثل هذه الأسئلة لن تكون صعبة، بحجم صعوبة هذا الخيار الذي اختارتاه. فهما لم تكونا تبحثان عن صيت أو عن مال، بل عن جعل الناس يشعرون بالآم الأطفال والكبار، ممن ابتلاهم الله بهذا المرض، وهذا منتهى البذل والشجاعة.