إبراهيم بكري
مشهد الدم في ساحة ملعب مدرسة تحفيظ القرآن بديحمة بمنطقة جازان الأسبوع الماضي كان مؤلماً.. الطالب طاهر مجربي في حصة التربية الرياضية سقطت عارضة المرمى على رأسه ليفارق الحياة ويلفظ أنفاسه الأخيرة.
لا يكفي حزن وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل و ألمه لتجاوز هذا الحادث المؤلم يجب أن يكون هناك خطوات عملية لضمان عدم تكراره وتفاديه في المستقبل.
معالي الوزير: قد تسأل نفسك ما الحل؟؟
الحل في يدك أنت يا «عزام».. أنت فقط لا أحد غيرك!!.
قبل ثلاث أشهر يا «عزام» شقتي الصغيرة في أمريكا كانت تهتز من الرياح الشديدة , إعصار «تورنادو» يداهمنا سكن الرعب قلوبنا وسط كل هذا الخوف لقد شعرت بالدهشة.. هل تعلم لماذا يا عزام ؟؟!!.
«وسن» طفلتي تدرس في الصف الرابع الابتدائي هي منتج التعليم «الأمريكي» وجدتها في ذلك الموقف المرعب تتحول لمرشدة الأسرة و تصدر توجيهاتها لأمها وأخيها الصغير حتى أنا أصبحت تحت سلطتها!!.
كانت «وسن» تردد:
ابتعدوا عن النوافذ الزجاج.. لأنها لا يوجد «قبو» في شقتنا يجب أن نذهب إلى الحمام و نجلس في حوض الاستحمام و نحمي أنفسنا بوسادة النوم أو أي شيء يحمينا عندما يسقط سقف المنزل !!.
ذهبنا «الأربعة» إلى نفس المكان لكن «وسن» رفضت أن نبقى معاً كانت تردد حينها:
يجب أن أكون مع أمي و أنت مع أخي في مكان مختلف حتى لو حصل «خطر» لا يصاب الجميع !!.
ذهب «الإعصار» و غادر محيط مدينتنا و الحمد لله لم يحدث أي مكروه.
وسط هذه الدهشة سألت «وسن» من علمك كل هذا ؟؟.
دون تردد قالت : المدرسة !!.
ببراءة الأطفال كانت تحكي لنا أن المدرسة تعلمها بشكل مستمر كيف تتعامل مع المخاطر ... يا «عزام « تقول لك وسن:
جرس الإنذار يعلن حالة الطوارئ في مدرستها بشكل مستمر ليتعلمن خطط فرضية عند حدوث حرائق أو اعاصير أو سقوط المبنى و غيرها من الحوادث.
يا معالي الوزير:
في أمريكا كل صباح مدير المدرسة يتفقد المنشأة وكل معلم يفحص الأدوات قبل دخول الطلاب والطبيبة تجهز عيادتها.
لا يبقى إلا أن أقول:
مات «طاهر» و سيموت غيره في مدارسنا لأنه لا نتعلم «إدارة المخاطر», أقترح أن يكون «منهج» يدرس في مدارسنا و في الجامعات.
يجب أن يخضع كل «معلم» لدورة تأهيلية في هذا الجانب.. «إدارة المخاطر» يتعلمها كل فرد في المدرسة لتصبح ثقافة شعب.
عدم وجود عيادة طبية في مدارسنا دفعنا ضريبته يا عزام.. مات «طاهر».. مات.. مات.. يا معالي الوزير!!
لا أريد أن تسقط «دمعتك».. أريد أن أعرف ماذا ستفعل حتى لا تقتل المدارس أطفالنا ؟؟.
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.