سعد الدوسري
كنت ليل الاثنين الماضي في مقر معرض الكتاب، إذ كان ورشةً من العمل المتواصل الذي لا ينقطع ليل نهار، ما بين تركيب الأجنحة وما بين فتح الطرود وترتيب الكتب. كمية جهد لا يعرف عنها الجمهور أي شئ، إذ يأتون لتصفح العناوين ولشراء ما يروق لهم من المؤلفات. وأنا لا أقول هذا الكلام لكي أطلب الفزعة من الجمهور الكريم، ولكن لأثمّن ما يبذله أعضاء اللجان التنظمية، وفرق العمل، والمصممون والعمال، من عمل دؤوب. ولذلك، فإن المطلوب من كل ضيف ومحب ومراقب لهذا العرس الثقافي الذي ستزدان به الرياض، أن يسهم في المحافظة على تألقه ونجاحه، فهو ليس مجرد معرض لبيع الكتب، ولكنه مخزن لكل أشكال المعرفة، ومحطة للحوار الراقي والنقاش المثمر وطرح الرؤى الجديدة، سواءً لإستلهام الماضي أو قراءة الواقع أو استشراف المستقبل. إنه محطة سنوية يرتدي فيها الكِتاب أحلى حلّة، ليحظى بمن يقرأه، وتتعطر القاعات بأبهى عطور لاستقبال الحوار المتزن.
ويظل هناك سؤال دائم لا ينقطع:
- هل هذا معرض للفكر، أم للتجارة؟!
إن الملاحظات التي ترد كل عام عن جشع بعض تجار الكتب، يجب أن تواجهه إجراءات رادعة من اللجنة التنظمية، ففي كل معارض الكتب في العالم، هناك حدود متعارف عليها للإستثمار في مجال النشر، وهذا المجال مثله مثل أي مجال إستثماري محكوم بمقاييس صناعة النشر، ومن الممكن ببساطة معرفة من هو ملتزم ومن هناك متلاعب أو جشع.