سعد الدوسري
مع تطور وسائل التقنية، وحضورها القوي في أسواقنا، وجدنا أنفسنا، كمجتمع استهلاكي بلا قيم استهلاكية، نشتري كل ما تطرحه الأسواق أولاً بأول. وقد نستغني عن النسخة القديمة، حتى ولم يمض على استخدامها سوى أشهر، في سبيل الحصول على النسخة الجديدة. ومع هذه التقنية، سيكون لزاماً علينا أن نستخدم القطع الإضافية، حتى وإن لم يكن من الضروري استخدامها. ومن هذه القطع، سماعة الأذن التي تجسد حب الأطفال والشباب للأصوات العالية.
لقد حذَّرت منظمة الصحة العالمية من الاستماع إلى الموسيقى لأكثر من ساعة يوميًا حفاظًا على الأذن، مشيرةً إلى أن 1.1 مليار شخص من المراهقين والبالغين عرضة لخطر فقد حاسة السمع بسبب الاستماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع جدًا. وشدّدت المنظمة على أن مشغلات الصوت تشكِّل خطرًا حقيقيًا على السمع، مضيفة أن 43 مليون شخص في المرحلة العمرية من 12 إلى 35 عاماً فقدوا حاسة السمع، وسط توقعات بارتفاع هذه الأرقام مستقبلاً. ويتعرّض نصف سكان الدول الغنية ومتوسطة الدخل، ممن ينتمون إلى تلك الفئة العمرية، إلى مستويات صوت غير آمنة تشكّل خطرًا على حاسة السمع، خصوصًا أن 40% من الفئة العمرية نفسها يتعرّضون إلى مستويات صوت تضر بالجهاز السمعي..
الحديث هنا عن الاستماع للموسيقى، دون استخدام السماعات، فكيف بمن يضع السماعات داخل أذنيه، ويرفع صوت المقطع السمعي إلى أعلى درجة؟! من المؤكد أنه مهدَّد بخطر أكبر من فقدان السمع، خطر على الدماغ.