هذا التباكي الذي تبديه طهران، وهو كل ما تملكه الآن بعد انطلاقة (عاصفة الحزم) لشد أزر عملائها الحوثيين والرئيس المخلوع وأعوانه، ألم يكن الأصح لها أن يكون دعمها لهم إفهامهم بخطورة التمرد على الشرعية، والتمادي في تعريض الحدود اليمانية مع المملكة لمناوشات واستفزازات تعرف سلفاً أن الرياض لن تلتزم الصمت إلى الأبد.
***
ولنا أن نتساءل ما قيمة هذا التباكي الإيراني الرخيص، وهي لا تملك حولاً ولا قوة لمناصرة أو مساعدة شركائها أعداء اليمن في هذا الظرف الدقيق، ما قيمته وقد أُوصدت السماء وأُقفلت الموانئ أمام أي إمداد بالرجال أو السلاح من إيران، فيما شُلَّت كل القدرات العسكرية اليمنية التي كانت موجودة ويتمتع بها اليمن قبل بدء (عاصفة الحزم).
***
لقد آن الأوان لملالي طهران أن يتركوا العرب وشأنهم، وأن يركزوا اهتمامهم على ما يحقق الرفاهية لهم، كما أن على العرب المغرر بهم من إيران أن يعيدوا حساباتهم، ويراجعوا تحالفاتهم مع أي دولة لا تريد الخير لهم وبخاصة الجمهورية الإيرانية، فأهدافها واضحة، ومطامعها بلا حدود، وهي عدو يمرر نواياه الشريرة باسم الدين، ويلعب على وتر المذهبية والقضية الفلسطينية، وما شابه ذلك من كلام يبيعه على السذج منا ويصدقونه.
***
وما يجري في اليمن الآن من عمليات عسكرية واسعة النطاق، هي في حقيقتها حرب ضد إيران، فالحوثيون وعلي صالح ومن لف لفهم ما هم إلا أدوات تحركها طهران، وتتلاعب بها في ساحة ليست ساحتها، وبيئة ليست لها، لإيجاد التفرقة والشقاق والخلافات بين العرب، والمروق إلى ما تحلم بأن تكون إميراطوريتها الفارسية القادمة.
***
إن معركة (عاصفة الحزم) بكل الموازين العسكرية، والقدرات القتالية، والخبرات التي تتمتع بها قوات دول التحالف وعلى رأسها المملكة محسومة سلفاً، ومن اليوم الأول لبدء الضربات الجوية، فقد تقهقر ما يُسمى بقوات علي صالح وميليشيات الحوثيين، وما قد يكون موجوداً من قوات إيرانية، بعد أن شُلَّت هذه القوات، وقُضي على مصادر قوتها المتواضعة، ولم يعد أمامها من مدد أو عون، فهي محاصرة، وليس أمامها إلا التسليم بالأمر الواقع، خاصة أمام هذا التأييد الشعبي الكبير الذي ينادي بإعادة اليمن المختطف.
***
بُورك لك يا سلمان، بهذه الشجاعة التي تتحلى بها قواتك العسكرية، وبهذا الزخم العالمي من التأييد لضربات الطيران الملكي السعودي وبقية طيران التحالف الموجعة، وبهذا النصر الكامل الذي سيأتي قريباً ليكون نهاية سعيدة لليمن السعيد وللعرب والعالم أجمع.