أ.د.عبد الرحمن بن ابراهيم الشاعر
تنعم المملكة العربية السعودية بقيادة تغلب الحكمة في التعاطي مع القضايا والأحداث التي تجتاح الأمة العربية وتزعزع أمنها، وتدير القيادة بحكمتها الأمور بحزم عندما تكون الحكمة غير ممكنة ولا تصل إلى حلول إيجابية، من هذا المنطلق تحظى المملكة بتقدير المجتمع الدولي واحترامه وثقته، وهذا ما ظهر في ردود الفعل المؤيدة لعاصفة الحزم التي هدفت إلى قمع الزحف الحوثي ومحاصرته لشعب اليمن الشقيق بقوة السلاح وضحالة الفكر وتجاوز القيم والأعراف الإنسانية. عاصفة الحزم درس في العدل وحفظ الحقوق وكرامة شعب بأكمله ينعم بنعم يمنه السعيد ويفتخر بهذه السعادة ولا يرضى بأن تدنسها فئات تدار من الخارج وتصدر الموت والدمار، لذا خرج الشعب اليمني برمته مرحباً ومؤيداً لعاصفة الحزم ومناشداً باستمرارها حتى تطهر أرض اليمن ويستتب الأمن في ربوعها.
إن «عاصفة الحزم» رسالة ذات أبعاد سياسية، واجتماعية، وعسكرية، ووحدة كلمة وهدف، اجتمع حولها العرب وبعض الدول الإسلامية بقيادة حكيمة تمكنت من إعادة وحدة الصف العربي في زمن اليأس من وحدته، ولكن الحكمة وأسلوب التعامل مع الأحداث والرؤية الثاقبة لأحداث الأيام القادمة جعلت الجميع يستشعر دوره وينضم إلى التحالف ضد الشر الذي ربما لو ترك لانتشر على مساحات من الوطن العربي.
إن الوحدة العربية باتت مطلباً ملحاً لحماية الأمة العربية مما يحاك ضدها ويسعى إلى تمزيقها وتشرذمها. فالمد الشيعي وبؤره في بعض الدول العربية نواة للاستحواذ على السلطة فيها، وما حدث في اليمن يبرر ذلك، ولكن الوعي العربي والغيرة الإسلامية تأبى أن تكون دولة عربية أو إسلامية في وضع أمني لا يحمد عقباه. للحزم قضية وللحزم رجاله وللحزم آثاره ولعاصفة الحزم صقور تكاتفت لتقول لبراثن الشر كفاكم لا مكان لكم في الأرض السعيدة. كلل الله جهود دول التحالف ضد الشر بالسداد والنصر، والله المستعان.