محمد بن حمد البشيت
قرار الملك سلمان قرار تاريخي وعلامة بطولية رفعت الروح المعنوية لشعوب دول الخليج ومعها الشعب اليمني الشقيق لتنعم بالطمأنينة من وبال الأخطار التي تهدد دول المنطقة علما أننا لسنا دعاة حروب ولا مؤيدين لها, لكنها الضرورة القصوى التي تحتم حماية الوطن الخليجي.. -فمشكلة حرب اليمن الأخيرة ربما - ضارة نافعة- في التدخل المباشر في تطفئة لهيب السعير القادم منها للدول الخليجية. فسرعة المبادرة والمفاجأة بقيام «عاصفة الحزم» لم تذهل العالم فحسب وإنما أذهلت شعوب الخليج نفسها التي تسمرت عند انطلاقها ساعات أمام القنوات الفضائية لمشاهدة وقائع المعركة الضاربة بعمق العدو.والأفئدة يغمرها الفرح بهذه القوة الخليجية التي هبت كالإعصار بين عشية وضحاها, لنجدة اليمن الشقيق من الحوثي الفارسي بانقلابه على الشرعية اليمنية لحكم اليمن المدعوم فارسيا, وبحجة العبور لداخل الخليج.
الدول الخليجية الخمس باستثناء عمان سبرت غدر الحوثي بسرعة تحركاته على الأرض بمليشياته وجيش صالح,ولولا الله ثم-عاصفة الحزم- التي لو تأخرت بضعة أيام لأضحى حال اليمن بمثل حال سوريا المحتلة من قبل روسيا وإيران.
إيران عندما فوجئت بضربات -عاصفة الحزم- بقصف الحوثي وسلاحه, طلبت على لسان الرئيس روحاني من السعودية وأمام فضائيات العالم إيقاف الضربات معلنة الدعوة للحوار.وهذا ما تم رفضه من السعودية والتحالف الخليجي. ماضية بالقضاء على الحوثي الخارج على الدولة اليمنية الشرعية .
طهران الآن تمر بمأزق حرج ممزق لكل تحركاتها ومناشدتها لإيقاف -عاصفة الحزم- لأن مأزقها الأخير باليمن فضح نواياها الخبيثة. مما جعل الرئيس روحاني يندد بالسعودية.. وفي خطبة الجمعة القريبة الماضية يخرج علينا- الولي الفقيه الحاكم بأمره خامنئي, ليسب السعودية وحلفاءها ويقول: إن الحوثيين سينتصرون على السعودية وحلفائها. إنه لمن المضحك أن يستمع عاقل لهذا المجنون الخرف.. بينما العالم يتابع وقائع الحرب على الأرض وكيف أن صقور السعودية والحلفاء يدكون حصون حوثي فارس وهروبهم للجبال والاختباء بين المدنيين بأسلحتهم وانشقاق الكثير منهم.. وهاهي مقاومة عدن تمسك بضباط من الحرس الثوري الإيراني الذين يقدمون الدعم والمساندة للحوثي.. وعرض صورهم على القنوات الفضائية.
عاصفة الحزم. أثبتت أن حكام الخليج هم ممن لا يستهان بهم وبدولهم وشعوبهم من قبل روسيا وأمريكا وإيران الصفوية.. .فهم يتحلون بكل شجاعة وإقدام في مواجهة الصعاب والأعاصير عندما تريد أن تعصف ببلدانهم وشعوبهم, بعد صبر ومعاناة لإعطاء العمل الدبلوماسي وقتا كافيا في تلمس الحلول التي من الممكن حلحلة قضايا المنطقة.لكن عندما تتعثر كل المساعي الدبلوماسية يأتي القرار الحكيم الذي لا حياد عنه, ألا وهو الدفاع عن النفس بمثل القرارات الحكيمة - حيال الحرب الإيرانية / العراقية. وحرب تحرير الكويت , وتحجيم التهديد الإيراني الغاشم لمملكة البحرين.وسرعة دخول - درع الجزيرة- وقطع اليد الإيرانية بالعبث بوحدة وكيان دولة مملكة البحرين. مثلما هوالأمر الآن باليمن حيث تواجد- عاصفة الحزم- لقطع دابر طهران بعدم الإيعاز لوكلائها بالحرب عنها مكتفية بالدعم المالي والسلاح والخبراء.
إيران لو لم تر إنها مهزومة بالمعركة لا محالة, لما طلبت إيقاف الحرب مثلما هي الحال عليه عندما طلب الخميني الهالك ايقاف الحرب الإيرانية العراقية.وقال مقولته المشهورة ( لقد تجرعت كأس السم) وهاهما خامنئي وروحاني على نفس المذاق يتجرعان كأس الهزيمة باليمن.
وبما أن - عاصفة الحزم- لفتت أنظار العالم كقوة عسكرية خليجية .. فإن الشعب الخليجي يأمل ووفق الآراء المتداولة بالإعلام الخليجي ونشوة الزهو بقوة الخليج التي رفعت الروح المعنوية لشعوبها- عاصفة الحزم- والرغبة بتواجد جيش خليجي موحد قوي حام للكيان الخليجي لمثل هذه الازمات والحروب والمفاجآت.. فالأخطار المحدقة تحيط به من كل جانب،وأعتقد أن هذا المطلب الشعوبي الملح ليس ببعيد عن أذهان قادة الخليج، وقد مرت ببلدانهم حروب كادت تعصفه بكياناتها لولا سرعة المبادرة بالتصدي لها.. لكن إلى متى ونحن كلما كانت هناك مشكلة تهدد الخليج نفزع في التصدي له بمساعدة أمريكا التي لا يتم الوثوق بها..؟