أ. د.عثمان بن صالح العامر
تتصدّر أخبار سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، ملك المملكة العربية السعودية، الصحف والمجلات، والقنوات الإعلامية الغربية منها والعربية، وتُرفع صور ملكنا الرمز في الأماكن العامة وقاعات الاحتفالات الخليجية منها والعربية، فضلاً عن مدن المملكة ومحافظاتها وقراها، ليس هذا فحسب، بل إنّ عدداً من الجرائد والمجلات على اختلاف اهتماماتها وفي جميع لغاتها اختارت صورة سلمان بن عبد العزيز لصفحة الغلاف، إذ إنه - أدامه الله وحفظه ورعاه - استطاع في فترة وجيزة من تسنمه سدة الحكم في بلادنا الغالية أن يعيد رسم خريطة المنطقة، ويغير موازين القوى، ويشكل صورة ذهنية إيجابية عن المملكة العربية السعودية لدى شريحة عريضة من شعوب العالم، ولم يكن لهذا أو ذاك أن يتحقق، لولا توفيق الله عز وجل، ثم قوة وحزم وكياسة وفطنة وحنكة وحكمة سلمان بن عبد العزيز، الذي وفق في اتخاذ قرارات مفصلية ذات بعد إستراتيجي، تضمن بعد عون الله ومدده ثم تلاحم القيادة والشعب، استمرار هذا الكيان، المملكة العربية السعودية، قوياً عزيزاً ينعم بالأمن والأمان، وترفرف عليه راية العز والشموخ والإباء، ولذلك واكب قرار تعيين «المحمدين» لولاية العهد، وولاية ولاية العهد، استبشاراً ورضاً وتفاؤلاً شعبياً بميلاد مرحلة سعودية جديدة، تجمع بين حكمة الكبار وحماس وفكر وطموح الشباب متقد الهمة قوي العزيمة متحفّز الإرادة .
لقد وقفت الأيام الماضية مبايعاً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد، وأنا على يقين بأنني أمارس عملاً تعبدياً هو من صلب عقيدة المسلم، كما أنني وأنا أرى الجموع تتوافد لتبايع وتعاهد، أحسست أنّ مرحلة جديدة بدأت معالم هويتها تظهر في سماء الوطن تحمل بين طياتها التفاؤل بغد مشرق للأجيال القادمة على أديم هذه الأرض الطيبة.
إننا - صاحبي السمو - نبايعكما كما بايع الأجداد رحمهم الله المؤسِّس الأول جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته - الذي جمع الله به الكلمة ووحد الصف وأرسى قواعد البناء لهذا الوطن المعطاء، نبايعكما على السمع والطاعة في المنشط والمكره وحال العسر واليسر، وأن نكون مخلصين لديننا ثم لمقامكم الكريم وهذا الوطن العزيز، أوفياء لثوابته الراسخة على كتاب الله وسُنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - التي لن نحيد عنها بحوله تعالى، عاملين ما استطعنا من أجل رفعة وتقدم وحماية الوطن وفي أي مكان كنا وبأي موقع صرنا. حفظ الله قادتنا وأدام عزنا وأبقى سؤددنا وأخزى عدونا ونصر جندنا وجمع كلمتنا وبسط أمننا ويسّر أمورنا وجعل عواقبنا إلى خير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.