د.ثريا العريض
بأي خطوات نبدأ لنحقق الاستقرار والأمن في الخليج ككل؟
هناك جبهات متعددة للأمن والاستقرار وأهم مقومات الأمن والاستقرار المجتمعي هو رضى المواطن. ومع هذا فهناك في أوضاع استشراء مسببات الفتنة مستلزمات أخرى للأمن تتطلب إجراءات أمنية واحترازية وتأتي تحت الجانب الوقائي أمنيا: منها مثلا أن تتوقف كل النشاطات التي تدعو للإرهاب أو تدعو إليه أو تقوم بدعمه بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أو تجمعات تتضمن تدريبا مباشراً أو غير مباشر عليه. وأن يشدد على تنفيذ قوانين المرور والأمان الأسري والتصدي لجرائم العنف والتحرش والفساد.
وعسكريا يتطلب الأمن الاستعداد المسبق للدفاع بفرض فترة التدريب العسكري والخدمة الوطنية، وبدء العمل في نواة قوة دفاع مشتركة فعالة جويا وأرضيا وبحريا لحماية أي دولة عضو تتعرض للعدوان أو حتى التهديد. وآخر ما استجد على هذه الجبهة إنشاء قوة بحرية مشتركة للعمل في الخليج لمواجهة خطر الأطماع في الجوار، وحماية المنافذ والجزر والشواطئ، ويمكن أن تشمل أيضا مسؤوليات حرس الحدود بصورة متكاملة لحماية المنشآت البحرية الخدمية كمنشآت تحلية المياه.
على جبهة التنمية الاجتماعية: يشرع المجال لمؤسسات التدريب المهني العملي والمهاراتي التخصصي، ولفتح فروع لتقديم خدماتها في المناطق المتعددة في الدول الأعضاء بعد أن يرخص لها رسميا بمعايير مهنية دولية معترف يها في الدول المتقدمة.
وفي جبهة التوجيه القيمي: يشدد على ثقافة الانضباط والالتزام بالقوانين وتطبيق عقوبات تجاوزها على الجميع، وبقوى جهاز الأمن والمرور. ولحماية النشء والمجتمع العام تسن قوانين تنظيمية وإجراءات موحدة يلتزم بها في التقييم والتصريح والتعيين لكل العاملين في مجالات التوعية والتثقيف والتدريب بما في ذلك الأئمة والمدرسون، ويجرم كل فعل أو قول يحض على الطائفية وجرائم الكراهية والعنف ضد الآخر أو دعم الحركات الإرهابية وتمويلها.
وفي جبهة الخدمات الصحية: يؤسس لتأمين صحي لكل مواطن يحمل هوية اتحادية، ويسري مفعوله عبر دول الاتحاد ليؤمن حصول المواطن على الخدمات الصحية والدواء من أي مؤسسة صحية حكومية أينما كان. ويكون لكل مواطن ملف سجل معلومات صحية منذ الولادة متاح الوصول إليه الكترونيا في كل مستشفيات الاتحاد.
على جبهة التعليم العام والمهني والتخصصي يفرض التعليم الأساسي إجباريا حتى إكمال المرحلة الإعدادية أو الثانوية، ويوضع منهج جديد للتدريب المهني والحرفي والصحي ومهارات التواصل والصيانة بما يتماشى مع متطلبات ومستجدات الواقع العولمي القائم. ويشمل ذلك الجانب التثقيفي ويتخير له ما يعم مناهج التعليم العام بالدول الأعضاء ويشمل تعلم لغات عالمية شرقية وغربية، كما يضاف منهج التاريخ الحضاري المحلي والإقليمي، وحضارة العالم، حماية البيئة، والتعامل مع الأجهزة الذكية، وتعليم أصول الحوار الحضاري، ومهارات القيادة.
وعلى جبهة البحوث العلمية والتخطيط تنشأ مراكز لأبحاث الطاقة المستجدة والطاقة الشمسية، وإعادة تدوير المواد المستخدمة والنفايات، وأبحاث الفيروسات المستجدة والأمراض الوراثية والأوبئة. ويؤسس مرصد لمتابعة توجهات الرأي العام، ومراكز للإحصاء والتعداد السكاني، ومتابعة التغيرات في الخصائص السكانية وحركة التنقل، وتستخدم مؤشرات لقياس حالة الرضى المادي والمعنوي الفردي والفئوي والمناطقي.
كل هذا سيدفع نحو تحقيق رضى المواطن والاستقرار والأمن.