د.ثريا العريض
تكلمت في حوارنا السابق عن تبلور توجه القيادة في الإدارة الداخلية.. وأن الدولاب البطيء لا يصلح لتحقيق التحرك السريع.
وسأتناول اليوم توجهنا خارجياً, ونحن نجد أنفسنا ندير العواصف: قاصفة الحزم وعاطفة الأمل, وفي مركز التدقيق من كل العيون داخلياً وإقليمياً وعالمياً.
هنا أستعيد معكم أسئلة أعددتها لوزير الخارجية سابقاً صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل في زيارته لمجلس الشورى يوم الثلاثاء 31 مارس 2015.
وآمل, وقد استجدت تغييرات متسارعة, وهبت رياح عواصف تتسع نطاقاتها إقليمياً وعالمياً, أن يرى فيها وزراؤنا الموقرون في مجلس الشؤون السياسية والأمنية ما يفيد للتأمل واتخاذ القرار.
1- اليمن عمق استراتيجي للمملكة.. ولو ضمت تحت جناح مجلس التعاون أو ما قد يرتقي إليه من مرتبة اتحاد قادم لضمن ذلك حماية أفضل ضد أي هجوم يأتي من البحر العربي أو الأحمر عند باب المندب. هل ترون إمكانية أن تدعى اليمن لعضوية المجلس أو اتحاد لشبه الجزيرة العربية؟
2- كيف سنتعامل مع ردود الفعل والاتهامات الصاخبة من أمثال حسن نصر الله وأبواق إيران في البلاد العربية؟ هل سيؤثر نفوذ حزب الله في المواقف الرسمية للبنان وسوريا كما رأينا في كلمة مندوب لبنان إلى القمة؟ هل ستكون سياسة الحزم واستراتيجية الحسم موقفاً عاماً يطبق على الجميع؟
3- بعض المحللين السياسيين كمجلة فورين بوليسي يرى أن قرار المملكة العربية السعودية كان مقامرة خطيرة ومغامرة متداخلة الاحتمالات والنتائج.. وبعضهم كالخبير الروسي يرى في نجاح المملكة في الترتيب للغارات وتنفيذها بصورة فاجأت العالم إثباتاً لتغير قدرات المملكة دفاعياً وإقليمياً ودولياً. هل ترون النتائج حتى الآن تبرر الفعل والتكلفة؟
هل ستأخذ إيران ما حدث جدياً وتوقف تدخلها في دول الخليج وتأجيج الطائفة الشيعية على الأنظمة الشرعية؟ هل سنرى أجواء تعايش إقليمي أم تصاعداً في التنافس على الهيمنة تقف فيه إيران وحدها دون حلفاء؟
4- إذا كانت اليمن عمقنا الجنوبي, فالعراق والأردن عمقنا الشمالي. الوضع في العراق متأزم جداً بين الطائفية وداعش والفوضى وإرث ما بعد صدام وضعف الشرعية.. والأردن منهك بملايين اللاجئين الهاربين من الموت جراء التدهور في الأوضاع السورية والمعارك والقصف. هل ستشبه السياسة الخارجية السعودية مع دول الجوار شمالاً توجهها نفسه مع اليمن, أي سياسة الحزم والحسم والوقوف مع أحد الأطراف لإعادة الاستقرار وحماية الحدود.
5- ذكر خادم الحرمين في كلمته بقمة شرم الشيخ الوضع المتأزم في الأراضي الفلسطينية المحتلة, خاصة القدس والمسجد الأقصى وسياسة الاستيطان, وشدد على ضرورة العودة إلى مبادرة خادم الحرمين للسلام وحدود 67 التي تبنتها الدول العربية رسمياً. هل سيكون لهذا الجانب والطلب تفعيل دبلوماسي ينقله إلى صف الأولوية خاصة في وضوح التأزم بين موقف إسرائيل المتعنت وتغير موقف أمريكا والغرب حول الموضوع؟
أدعو لوطننا بالنجاح في تحقيق التوازن بين الحكمة ومستوجبات التحرك بدولاب سريع لتصحيح موقعنا في المعادلة العالمية. وأتمنى لمجلس شؤون الدفاع والأمن التوفيق في القرار في أوضاع تتطلب الحكمة على المدى الطويل والحزم والحسم على المدى القريب. وأدعو لسمو الأمير سعود الفيصل بمواصلة العطاء المميز, ولوزير الخارجية الجديد معالي أ. عادل جبير التوفيق في مسؤولياته الجديدة.
وسأعود إلى استكمال الأسئلة والحوار معكم في وقفتنا القادمة.