فوزية الجار الله
(1)
شاهدت مثل كثيرين سواي حلقات من مسلسل «سيلفي» بطولة ناصر القصبي، تابعت حلقة «داعش» الأولى التي كانت تحمل فكرة مؤثِّرة وهي بحث الوالد عن ابنه الذي التحق بداعش، ثم قيام الابن بقتل أبيه، رغم اعتراض البعض على طرح فكرة داعش ذاتها، لكن كان بودي لو لم يتم عرض الحلقة الأخرى من داعش، مصدر اعتراضي أنها ربما توحي للمشاهد الآخر الذي لا ينتمي إلى مجتمعنا العربي المسلم بواحد من أمرين:
أولاً: إما أننا لا نفهم خطورة وجود «داعش» والأهوال التي تمارسها وتلك الحرب المستمرة المتواصلة ظاهراً وباطناً بيننا وبينها.
ثانياً: أننا نفهم ما يحدث لكننا لا نبالي به، بل إننا نقدّمه بأسلوب هزلي ساخر لفرط إحساسنا بعدم أهميته، والحالتان أسوأ من بعضهما البعض.
أنا مع الرأي القائل بأن قضية خطيرة مثل «داعش» لا ينبغي طرحها بأسلوب فكاهي هزلي وإنما بعمل درامي قوي مؤثّر يهز الجماهير ويحرّك فيهم وعياً جديداً وإحساساً بخطورة ما يحدق بهم لكي يكونوا أكثر فعالية وإيجابية وقدرة على بناء مستقبل أفضل بعيداً عن المشكلات والقلاقل.
(2)
** تابعت وتأملت حلقة داعش طويلاً وتذكّرت مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي قدّم على التلفزيون وتضمن ثلاثين حلقة من إخراج حاتم علي، حيث يعرض معاناة الفلسطينيين منذ البداية وما أصابهم ولا يزال من ظلم وتهجير وقتل وتشريد، شتان بين هذا وذاك، عندها تساءلت هل تؤثّر أوضاعنا السياسية على المنتج الإبداعي والفني؟!
(3)
لم أسأل ذاتي حينها هل كنت حزينة أم سعيدة؟ لكن وجدتني في حالة استغراق بكل ما بي في لحظة استثنائية شغلتني فيها كلمة «عزلة «، أخذت أتأملها وأبحث حولها طويلاً، خلال بحثي عثرت على قصيدة جميلة جداً للشاعر أحمد بخيت بعنوان «عزلة الذئب» يقول في مطلعها:
(رجلٌ سواي يعيش تحت ثيابي
فإلى متى ستغازلين غيابي)
كأنما يقول لها لماذا تمعنين استمتاعاً بهذا الغياب؟ لم تعرفيني جيداً أنا فيما يبدو أجمل وأبهى حين تبحرين في أعماقي.. ثم يقول:
( عندي من الألقابِ ما يغريك بي/ فتخيري ما شئت من ألقابي/ أيقونة الأحزان/ سلطان الرؤى/ ملك الخرافة/ صائد الألبابِ ) هذه بعض أسمائي التي تحمل كثيراً من تفاصيلي، لي وجوه كثيرة حتماً ستغريك وتشدك فأقبلي واختاري أي وجه تحبين، أي حالة تريدين؟!
لست ناقدة للشعر لكن القصيدة أدهشتني وأردت أن تشاركوني شيئاً من هذه الدهشة.