سلمان محمد البحيري
استقبل الشعب السعودي يوم الخميس الموافق 22 رمضان 1436هـ نبأَ وفاة عميد الدبلومسية السعودية وأيقونتها الأمير سعود الفيصل - رحمه الله، ولقد كان وقعه كصدمة أليمة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض والتعب، حيث قضى ما يقارب أربعة عقود في خدمة دينه ووطنه، ولقد كان يشغل قبل إعفائه من منصبه بوزارة الخارجية لظروف صحية - رحمه الله - منصب وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين ومبعوثه الخاص، ومشرفاً على الشؤون الخارجية، وهو يُعَدُّ أقدم وزير خارجية في العالم، ولقد كان له إسهامات كثيرة في خدمة دينه ووطنه وأمته العربية، حيث كان له الإسهام الفعال في اتفاق الطائف الخاص بلبنان، وكان ذلك في اللجنة العربية واللجنة العربية الخاصة بالتضامن العربي واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس كما أن له إسهامات جليلة في تحرير الكويت والدفاع عن البحرين بعد التهديدات الإيرانية، وكان له دور في الحشد الدولي ضد الإرهاب في سوريا والعراق وغير ذلك كثير لا يتسع المقال لذكره، فالدبلوماسية السعودية والعربية قد فقدت قائداً فارساً، ولكن الخير - إن شاء الله - في من بعده ليكملوا المسيرة، فالمصاب جلل لأن السعودية شعباً وحكومة قد فقدت ابناً باراً من أبنائها المخلصين ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله رب العالمين، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وعائلته وإخوانه ولكافة الأسرة المالكة، ودعاؤنا له بأن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم لوطنه وأمته ودينه.