د.دلال بنت مخلد الحربي
في هذا الشهر الفضيل الذي يعد فرصة للإنسان لأداء العبادات والإكثار من الاستغفار والبحث عن كل ما ينتج عنه التفاعل مع روحانيته فتمتلئ المساجد بالمصلين، ويكون الحرم الشريف والمسجد النبوي من المقاصد الأساسية للتمتع بالروحانية فيها.
ومن يشاهد التلفاز يرى هذا الكم الهائل من البشر في الحرم الشريف والمسجد النبوي يأتون من الداخل والخارج غير عابئين بالمصاعب التي تعترض طريقهم بما في ذلك الحر اللاهب الذي قد يشعر به بشكل حاد القادمون من المناطق الباردة.
وقد يسر الله لي زيارة الحرم المكي في هذا الشهر قصدته رغبة في العبادة والابتعاد عن صخب الحياة والتمتع بالجو الروحاني وعبقه الذي يدخل الطمأنينة إلى القلوب، ورغم مشروع التوسعة إلا أن المتعة كانت حاضرة، وكان التمتع بالجو الإيجابي هو الغالب، رغم مجموعة من المنغصات التي شعرت أنها موجهة نحو المرأة، ففي غمرة من الارتياح والسكون أمام الكعبة المشرفة بعد بحث مضني للبحث عن مكان مناسب، يأتي من يوبخ ويؤنب ويطلب الابتعاد عن المكان رغم وجود مجموعة كبيرة من النساء، انتهى الأمر بتشتيتهم وإبعادهم وانتقالهم وكنت بينهم إلى زاوية بعيدة مقصاة، لنواجه أيضاً من يشتت ويوجه ويوبخ ويؤنب، ولتظل الملاحقة حتى عند الخروج بملاحقات حتى في مكان شرب ماء زمزم، وعجبت في داخلي لم كل هذا التشدد من نساء يأتين قاصدات بيت الله يعرفن حدودهن، وقد يكون من يتشدد معهم أقل منهم معرفة ولكن التعليمات التي وجه بها والسلطة التي منحت له تجعله في موقع القوة أمراً ناهياً..
ما أتمناهـ ونساء كثيرات مثلي أن يوجه أمثال هؤلاء إلى الرفق أو الشدة وإلى عدم التشدد إلا في المحظورات الواضحة، أما أن تتجمع مجموعة من النساء في مكان غير موضع النساء المزدحم أصلاً ولا يوجد أي مضايقة منهن للرجال فلا أظن أن ذلك يستدعي التوبيخ والنهر والمطاردة التي تحرم القادمات إلى الحرم بقصد العبادة والتقرب إلى الله بسكينة وطمأنينة، فالتدخلات والمضايقات كثيرة وهي ماتقطع على كل مصلٍ أو معتمر «لحظته».
وخارج إطار مضايقات النساء فإن سفر الإفطار تحتاج إلى معالجة حاسمة فيما يتخلف عنها مسيء جداً، ومعيق للحركة رغم كثرة عمال النظافة وحرصهم.. ومن الأجدى أن يتم توجيه الزوار والمعتمرين إلى قدسية المكان وطرق التعامل معه والمحافظة على النظافة فيه التي هي - أي النظافة - من آداب الإسلام ..