سعد الدوسري
بذل بتّال كلَّ جهده ليشرح لقطته بأنها يجب ألاَّ تكون معه في هذا اليوم.
سألته القطة:
- لماذا؟! لماذا لا أكون معك في هذا اليوم، كما أفعل كلَّ يوم؟!
- لأنه يوم العيد.
- وما هو العيد؟!
تردد بتّال قبل أن يجيبها، وبدتْ عليه علامات الارتباك:
- العيد هو مناسبة نلبس فيها ملابس جديدة، نفرح ونجتمع مع أقاربنا ونحصل على الهدايا.
- ولماذا لا أفرح معكم؟!
ضحك بتّال بسخرية:
- تفرحين؟! كيف تفرحين وأنت قطة؟! كيف تلبسين ملابس جديدة، ومن سيعطيك الهدايا، وأنت لا أقارب لك؟!
* * *
هلَّ هلالُ العيد، وانشغل بتّال بتجهيز نفسه لصباح اليوم التالي.
كان يظن أن قطته عملتْ بنصيحته، وأنها اختبأت في بيتها الإسفنجي الصغير، داخل غرفة أخته الكبرى، حتى ينتهي العيد.
* * *
في فجر العيد، نهض بتّال نشيطاً، على الرغم من أنه لم ينم سوى ساعات محدودة.
استحم، ولبس ملابسه الجديدة، ثم توجه لصالة البيت.
هناك، قابل أمه وأباه وإخوانه وأخواته.
باركوا له بالعيد، وانطلقوا جميعاً إلى المسجد.
كان يشعر بأن شيئاً ما ينقصه، لكنه لم يكن يعرف ما هو.
* * *
بعد عودتهم، وأثناء دخولهم للمنزل، لفت نظره قطته، وهي تجلس خلف النافذة.
كانت على وجهها علاماتُ حزنٍ، لم يسبق أن رآها.
حينما فتح أبوه الباب، انطلق بتَّال بأقصى سرعته إلى غرفة أخته.